} تعد الحكومة الهندية خطط طوارئ لمواجهة أزمة لم تكن في الحسبان تتمثل في اختراق الباكستانيين مواقع الانترنت الهندية، لا سيما مواقع الوزارات والمنشآت العلمية والنووية الحساسة. وجهت السلطات في نيودلهي مذكرة سرية الأسبوع الماضي الى مختلف المعاهد والدوائر الحساسة لتحذيرها من خطر الهجمات التي يشنها "مخربو" شبكات الانترنت الباكستانيون وقيامهم بزرع "قنابل موقوتة" فيها لتعطيلها. وتصف الدوائر الحكومية والأمنية الهندية مخترقي شبكات الأنترنت الباكستانيين ب"قطاع الطرق الالكترونيين". وسجل الباكستانيون في الماضي نجاحات مؤلمة أثارت القلق لدى المسؤولين عن سلامة المنشآت والمؤسسات الحكومية. وبين هذه النجاحات اجتياح مواقع مؤسسات هندية بالغة السرية مثل "مركز بهابا للأبحاث النووية" الذي يعتبر أحد أبرز القلاع العلمية في الهند. كما تمكن "قطاع الطرق" الباكستانيون من الدخول الى موقع الانترنت لهيئة لم يكن احد يتخيل ان بالامكان اختراقها وهي "دائرة الالكترونيات" في الجيش الهندي. ويعمد الباكستانيون الذين يخترقون مواقع الانترنت في المؤسسات الهندية الحساسة في أغلب الأحيان الى محو الموقع أو تشويهه، وزرع شعارات وخطب مناهضة للهند وسياستها القائمة على قمع تطلعات السكان المسلمين في كشمير وجامو. إلا أن ديوان رئاسة الحكومة اعتبر تكاثر هذه الهجمات في الأونة الأخيرة مقدمة لأعمال أكثر خطورة يمكن ان يقدم عليها الجانب الباكستاني. وتشعر السلطات الهندية بمخاوف حقيقية من أن يستغل الباكستانيون شبكة الانترنت "لعبور الحدود" بين البلدين ووضع اليد على معلومات سرية حساسة أو حتى القيام بأعمال تخريب متعمدة لإضعاف الاقتصاد. وبين السيناريوهات المرعبة التي تقض مضاجع المسؤولين الهنود، تخريب المواقع المرتبطة بمداولات البورصة في نيودلهي أو في مومباي، أو حتى اختراق مواقع شركات الطيران على الانترنت والعبث بجداول رحلاتها ونشاطاتها على الأرض في المطارات ومراكز الصيانة، من دون الحديث عن قطاعات اقتصادية عدة ترتبط اداراتها بالانترنت كشركات الكهرباء والمرافئ والسكن. وحذرت المذكرة السرية التي ارسلها ديوان رئاسة الوزراء أخيراً الى الهيئات والدوائر الحساسة المعنية، من احتمال "ترك مخترقي مواقع الانترنت وراءهم أحصنة طروادة وقنابل ذكية قادرة على تخريب هذه المواقع". وتضمنت المذكرة ستة اقتراحات للتصدي لعمليات الاختراق واحتواء تأثيراتها السلبية. وبين هذه الاقتراحات، فكرة اقامة لجنة خبراء لتحديد نقاط الضعف في مرافق تكنولوجية المعلومات في القطاعين العسكري والمدني بما في ذلك الدفاع والطاقة النووية والفضاء و"بنك الاحتياط الهندي" المصرف المركزي والبورصة الوطنية وسكك الحديد وشركات الطيران والمصارف وغيرها. كما تضمنت الاقتراحات اقامة فرق كومبيوتر للطوارئ قادرة على اصلاح المواقع التي يتم اختراقها بأسرع وقت ممكن. وسيكون من صلاحيات هذه الفرق أيضاً، تحديد نقاط الضعف الكامنة في الأمن الالكتروني. ويتعين أيضاً، بحسب المذكرة، وضع اجراءات تشغيل تلقائية يطبقها كل المسؤولين والقائمين على مواقع الانترنت، وفق ما يوصي به المركز الوطني للمعلوماتية والذي سيتولى التحقق أيضاً من مدى الالتزام بتوصياته. وستتضمن الاجراءات التلقائية تحديد الأجهزة الكترونية الخاصة بالحماية وبرمجياتها وسبل شرائها، وبرمجيات تشفير ووسائل أمن متنوعة ومعلومات مفصلة عن التهديدات المحتملة ووسائل الاختراق التي يعتمدها مخترقو مواقع الانترنت. وتنوي الحكومة الهندية أيضاً سن قوانين تتيح مراقبة استخدام الانترنت والمنظمات التي تملك شبكات انترنت. كما تنوي تعزيز أعمال البحث والتطوير الخاصة بالأمن الالكتروني وتطوير تقنيات جديدة لأمن المعلومات مثل رصد عمليات الاختراق وأمن الشبكات والتحقق والنفاذ الى أنظمة التحكم. والجديد بالذكر ان الهند تمتلك 12 مدينة الكترونية. كما تتخذها شركات كومبيوتر عالمية عدة مركزاً لأنشطتها . ومن شأن نجاح الباكستانيين في العبث بشبكات الانترنت في المراكز الحساسة في الهند أن يثير مخاوف لدى الشركات الغربية التي تجهد الهند لاقناعها بالقدوم والاستثمار في أراضيها في ظل سعي الهند الى التحول "قوة عظمى للبرمجيات".