يصل شاعر العرضة الجنوبية الى مرحلة الابتكار والإبداع عندما يتشرب حرفية الشقر ومفهوم التميز، وهنا يبدأ في التمرد على بعض القيود التي ورثها عن شعراء الشقر ومنها سطوة شاعر البدع في توجيه شاعر الرد وحيال ذلك يقف الشاعر موقفا يتجاوز فيه التقليدية ويتجه الى التجديد والابتكار. ومن الشعراء الذين لهم بصمة في ذلك الشاعر عبدالله البيضاني والشاعر عبد الواحد الزهراني والشاعر محمد بن حوقان المالكي. فهذا الشاعر عبدالله البيضاني يتمرد على بدع ابن حوقان حينما يقول ابن حوقان: ما يهز البحور إلا بوابيرها فمن المفروض ان يشقر البيضاني كلمة بوابيرها التي تعني السفن كما هو متعارف بكلمة بوى,, بيرها التي تعني البئر التي في منطقة بوى، ولكن البيضاني تجاوز ذلك واتى بالبيت التالي: لاتشبه نمورتها بوابيرها,, حيث اتى بكلمة بوابيرها التي تعني حيوان الوبر البري. وهذا التجاوز لا يأتي الا من شاعر مارس الإبداع وتجاوز التقليدية رغم ما يؤكد عليه البيضاني في قصائده من نبذه للتجديد في شعر العرضة متضامناً بذلك مع الشاعر عيضه بن طوير!! ومن ذلك قول محمد بن حوقان ,, انا سمعتك في الاخبار المحلية ماعاد تتكلم الا الانقليزية,, فقال عبدالواحد: ,, متى شربت الفناجيل المحلية الهيل ماهو ببن وينقلي زيه فهنا توقع ابن حوقان ان يأتي عبدالواحد بكلمة الانقليزية التي تعني الانتقال، فتمرد عبدالواحد على ذلك واتى بغير ماتوقعه ابن حوقان.