الشماعة مشجب ل (تعليق الأشياء).. تعليق الأشياء مؤقت.. فترة، وترفع عن الشماعة.. الأشياء تعلّق بغرض.. بمعنى أننا لفترة نقوم بتعليق عباءاتنا النسائية، والرجالية «البشت»، أو الملابس.. ثم نرفعها عنها.. الشماعة تعطي الشيء المعلّق عليها مساحة كي ينشف إذا كان رطباً.. تقي الشيء من أن يفقد ترتيبه وطيّه فنضطر ل كيّه مرة أخرى.. الشماعة ابتكار خادم.. ولأنه خادم تم استغلاله.. استغلوه في موضع يمكن استغلاله، ويعقل.. واستغل في أوجه بالغوا فيها وبالتالي استيقظت الشماعات لتجد نفسها (بطول الشارع وعرض التنصل)!! التنصل من أي شيء؟ التنصل من المسؤولية.. مسؤولية فعل الشيء أو مثله أو عكسه وضده.. تذنب فتحمّل جريرة الذنب لفلان.. (فلان من حرضك على فعل الذنب، فلان أغواك.. استدرجك.. أوقعك).. تكسر الكأس.. تتنصل.. تبرر بأن الخادمة لم تقدمه لي في طبق.. بأنها وضعته على (شفير) الطاولة.. الطفل يتنصّل.. الشاب يتنصّل.. الناضج يتنصّل.. الشيخ يتنصّل.. الأنثى بأعمار من سبقوا المختلفة تتنصّل.. الخادمة.. السائق.. الموظف.. الرئيس.. المسئول.. الكل.. كل الكل يتنصّلون.. التنصّل لا ثقافة له.. لا جنس له.. لا وطن لأنه لم يتوطّن بعد!! وضحية التنصل.. مادته.. (الشماعة) لذا من الطبيعي أن نجد (الشماعات بطول الشارع وعرض التنصل) يمكن قياس طول الشارع.. لكن هل تستطيع لجنة (المساحات والمقاييس) قياس عرض التنصل!! هل عرضه بعرض المتنصل!!؟ أو عرضه بطول الطريق!؟ وما جناية الشماعات حتى نستهلكها ونستغل دور طيب من أجله ابتكروها.. أعي كون الشماعة أداة أو مادة وضع الأشياء النظيفة والمتسخة عليها.. القيّمة والرخيصة.. المتهالكة والسليمة.. لكنها كلها مواد محسوسة.. بينما التنصل في وضعه على الشماعة أو تعليقه عليها مادة غير محسوسة.. لا يوجد سوى في ذهن الإنسان.. ذلك لأن تلك الشماعة أصلاً غير محسوسة، التي نعلق عليها أخطاءنا ومبررات هذه الأخطاء.. ترد ضمن مقالي بعد نشره في الصحيفة أخطاء نحوية أو إملائية.. أحمّل تلك الأخطاء الموظف من طبع المقال.. لا امتلك قدرة على مواجهة أخطائي.. موقف يقع فيه أغلب الكتّاب.. الموظف شماعة ومشجب علقنا عليه الخطأ الصادر عنّا.. الموظف كائن بشري تجري فيه الدماء والروح.. الشماعة والمشجب آلة صنعت من مادة خشبية أو معدنية وربما بلاستيكية.. لكننا بفعل التنصل جعلنا البشر تلك الآلة.. ومضينا نسير في شارع بطول شارع التنصل وعرضه!! P.O.Box: 10919 - Dammam 31443 [email protected]