اليوم نهايةٌ، وبدايةٌ في آنٍ.. نهاية دوام دراسيٌ أو وظيفي، وبداية إجازة (الحج وعيد الأضحى).. نهاية الدوام الدراسي أو الوظيفي فرحة لا تقل أو تنقص عن فرحة بداية الإجازة، وإن كنّا اعتدنا من بناتنا وطالباتنا أن (يؤجزن) لأنفسهن قبل يوم الإجازة الفعلي بيومٍ أو يومين!! . نتلهف على الإجازة لهفة المرغم على الدوام المدرسي أو الوظيفي.. لماذا؟ نكاد نجهل العلة الفعلية أو المبرر المنطقي لتلك اللهفة، لكننا نتلهف، وبشدّة!! أما إذا دققنا في تلك اللهفة، أو تساءلنا: هل أسسنا أو خططنا للإجازة كما ينبغي للعاقل أن يخطط!!؟ لا للأسف أو بكل أسف. صغاراً كنّا أو كباراً، نساءً كنّا أو رجالاً، فتية كنّا أو فتيات. نظل في ترقب مستمر للإجازة، لموعدها، لساعتها أو لحظتها، دون أن يكون في الذهن ما نخطط لإنجازه فيها. الخطة الوحيدة التي تؤسس لها أغلب الأسر (السفر) داخلياً أو خارجياً، وهو تخطيط طيب إن سبقه الترتيب لكيفية الاستفادة من الدقائق والساعات في بلد السفر أو السياحة وبالتالي نقضي على العشوائية أو التخبط في اختيار نوعية السكن المناسب فندقاً كان أو شقة، ثم دراسة مسبقة للمنطقة (وجهة السفر) أو الدولة والوقوف على مناطقها الأثرية، ومعالمها السياحية، أو جامعاتها، ومكتباتها، ومتاحفها، أو مطاعمها، ومقاهيها، وربما شوارعها ومبانيها. هذا لمن الإجازة في منهجه الذهني= سفر وسياحة. بينما من لا تمكنه الظروف من السفر قد تمكنه الساعات والأيام من تعويض ذلك باستفادة لن تقل عن من سافر أو ساح.. بيد أننا.. نترقب الإجازة دون تخطيط!! فتنتهي بلا إنتاج يذكر!! الروتين المعتاد الذي نمارسه في أيامنا الوظيفية أو الدراسية، نمارسه أيضاً في الإجازة مع زيادة إضافية في ساعات النوم أو الخروج بدون هدف سوى هدف قتل الوقت من تسوق أو تنزه وفسحة أو ارتياد المقاهي (التعيسة هنا) والمطاعم. تعني لنا الإجازة الشيء الكثير، ولا نعني لأنفسنا أي شيء!! نعم، نحن كذلك.. لا نعني لأنفسنا أي شيء، أو بصيغة أخرى لا تعني لنا نفسنا شيء!!، والأدلة ظاهرة للعيان. مجرد أن تسألين أو تسأل نفسك ماذا قدمت لك، أو ماذا أنجزت لصالح نفسك!! الإنجاز متعدد الاتجاهات وليس اتجاها واحدا وبالتالي تستطيع أن تعرف أي اتجاه يناسبك أو يلتقي وموهبتك، أو إمكانياتك فتصوّب نظرك تجاهه. أن تطرق الإجازة أبواب منازلنا، فنفتح لها الباب مرحبين، ثم ندخلها أو نستضيفها لدينا الأيام المخصصة لها فإذا انقضت أخرجناها دون أن تدع لنا أثر يذكر يؤرخ لاسمنا وبالتالي يبقى لنا وأن اختطفنا من أهلينا هادم اللذّات. P.O.BOX: 10919-Dammam 31443 [email protected]