حكاك واحمرار في العينين. الإحساس بالحرقة والوخز فيهما. الشعور بوجود جسم غريب. عدم المقدرة على القراءة او الكتابة لوقت طويل. وجود مفرزات مخاطية في محيط العين. صعوبة النظر مطولاً إلى شاشة الكومبيوتر. صعوبة تحمل الأجواء المكيفة أو التي تعبق بالدخان. عدم تحمل العدسات اللاصقة. هل تعاني من واحد او أكثر من العوارض المذكورة اعلاه؟ اذا أجبت بنعم فليس مستبعداً ان تكون مصاباً بجفاف العين. ويحصل هذا الجفاف عندما لا يستطيع الشخص افراز ما يكفي من الدموع اللازمة من اجل ترطيب حركة العين وتسهيل عملها، وجفاف العين عارض شائع جداً، خصوصاً لدى كبار السن. وإذا كانت الدموع، في قيثارة الشعراء والأدباء، عظيمة وبريئة ورقيقة ومؤثرة وحزينة وسعيدة وقاسية ومعبرة ورائعة، الا انها من الناحية العلمية حصيلة انتاج مشترك من صنع الملتحمة (غشاء يغطي بياض العين ويبطن الجفن) والغدد الدمعية والغدد المغروسة على حافة الجفن. والدموع ليست مجرد ماء كما يتصور البعض، فهي مزيج مغذٍ ومعقد يتألف من الماء والمواد الزيتية والمواد البروتينية والأملاح والشوارد المعدنية ومركبات مضادة للجراثيم والفيروسات، الى جانب مواد تنشط خلايا القرنية. ويتم افراز الدموع باستمرار، ومع كل رمشة عين يتم فرش الدموع على سطح العين في شكل يشبه الغشاء الذي يتألف من طبقات عدة: الطبقة الخارجية، وهي طبقة زيتية يتم افرازها من الغدد الموجودة في الجفن، ومهمتها منع تبخر الدموع وبقاء سطح العين ناعماً طرياً. الطبقة المتوسطة، وهي عبارة عن طبقة مائية تفرزها الغدة الدمعية، وتعمل على غسل العين وتخليصها من الأجسام الغريبة. الطبقة الداخلية، وهي طبقة مخاطية تطرحها الملتحمة، وتساهم في نشر الطبقة المائية بالتساوي على سطح العين، وتساعد في الحفاظ على رطوبة العين. ما هي اسباب جفاف العين؟ الأسباب التي تؤدي الى جفاف العين كثيرة ومتشعبة وتشمل: 1- التقدم في العمر، الذي يعتبر من أهم الأسباب المسؤولة عن جفاف العين، وفي العادة يحدث جفاف العين اعتباراً من سن الأربعين، وكلما توغل الانسان في خريف العمر انخفض افراز الدهن في كل انحاء الجسم، خصوصاً في الدموع، فقلة المحتوى الدهني في الدمع تجعله يتبخر بسرعة فلا يقوم بوظيفته على الوجه المطلوب من حيث تأمين الرطوبة اللازمة للعين. وجفاف العين يطاول النساء اكثر من الرجال بعد سن اليأس، بسبب نقص هورمون الأندروجين الذي يلعب دوراً فاعلاً في التأثير في كمية الدمع وبنيته، وهذا النقص يحدث في شكل اكبر عند النساء مقارنة بالرجال الذين يملكون كميات اعلى من الهورمون الذكري. ايضاً، فإن نقص هورمون الأستروجين الأنثوي ضالع بعض الشيء في مشكلة جفاف العين. 2- التحديق في شاشة الكومبيوتر والقراءة لساعات مديدة من دون اخذ أقساط من الراحة، فالنظر لوقت طويل يؤدي الى تبخر الدمع بحيث لا يؤمن الترطيب الكافي. 3- الإصابة ببعض الأمراض الروماتيزمية المزمنة. 4- التهاب الجفون المزمن. 5- التهابات الملتحمة الفيروسية والجرثومية. 6- السهر الطويل. 7- تناول بعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان ومضادات الألم ومضادات السعال وغيرها. 8- استعمال العدسات اللاصقة، خصوصاً الرخوة منها لأنها تمتص الدموع. 9- عمليات تصحيح النظر الحديثة. 10- بعض اصابات الغدة الدرقية. 11- نقص الفيتامين أ. 12- الحمل. 13- تلوث الجو، خصوصاً في الصيف. ما هو الحل عند الإصابة بجفاف العين؟ ان علاج جفاف العين هو في غاية الأهمية، لأن إهماله يمكن ان يتسبب في مضاعفات لا لزوم لها لعل أخطرها حدوث تبدلات عميقة في الطبقات السطحية لقرنية وصلبة العين، الأمر الذي ينعكس سلباً على عملية الرؤية. والعلاج يختلف من شخص الى آخر. ومن اجل الشروع في العلاج لا بد من معرفة سبب الجفاف، وطبعاً ليس من السهولة التوصل الى السبب الفعلي لأن هناك طيفاً واسعاً من الأسباب التي تتداخل. في كل الأحوال، اذا أمكن معرفة السبب وراء الجفاف، فإن علاجه يسمح عادة في وضع حد لهذه المشكلة. اما في حال عدم اكتشاف السبب، فإن هناك عدداً من الحلول منها: اغلاق مجرى تصريف الدمع بوضع حاجز يرغم الدموع على البقاء في العين، ويتم هذا الإجراء في شكل موقت بواسطة سدادات تذوب من تلقاء نفسها، أو في شكل دائم بوضع سدادات من مادة السيليكون. استعمال عدسات لاصقة خاصة تقلل من تبخر الدمع. القطرات المرطبة، التي تفيد، التي يسميها البعض الدموع الاصطناعية، في القيام بمهام الدموع الطبيعية وتأمين الرطوبة اللازمة للعين وإبعاد الجفاف عنها. وهناك انواع من القطرات المرطبة، لكن من المفضل اختيارها خالية من المواد الحافظة. وتستعمل القطرات المرطبة في شكل متكرر يومياً. وعلى صعيد القطرات، كشفت دراسة أميركية على الفئران التي تعاني من مشكلة العين الجافة ان استعمال قطرة تحتوي على حامض الفا-لينولينيك الدهني ساهم في التخفيف من وطأة المعاناة من جفاف العين، وفي تراجع تلف الخلايا الطلائية المغطية لسطح القرنية. ختاماً، يجب ألا يغيب عن البال ان تطبيق بعض النصائح البسيطة يمكن ان يساهم في الوقاية من جفاف العين، او في التخفيف من معاناتها، وتشمل هذه النصائح: - شرب 8 الى 10 كؤوس من الماء يومياً لتأمين الرطوبة اللازمة للجسم عموماً وللعينين خصوصاً. - الحرص على اغلاق وفتح الجفون مراراً وتكراراً عند القيام بأعمال تتطلب النظر طويلاً (بينت التحريات ان ترميش الجفون يقل الى النصف عند العمل على شاشة الكومبيوتر). - تفادي توجيه مجفف الشعر صوب العينين. - النوم لمدة كافية. - تجنب التعرض للرياح والأجواء الجافة والحارة. - استعمال النظارات في الأيام المشمسة. - المحافظة على الرطوبة في المسكن. - الامتناع عن التدخين. ختاماً، قد يسأل سائل: واذا كنت استعمل ادوية ضرورية لا يمكنني التخلي عنها؟ في هذه الحال لا مفر للمريض من التعايش مع جفاف العين، او استعمال دموع اصطناعية بحسب الحاجة الى تأمين الرطوبة اللازمة للعين.