طهران، لندن، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب - شددت طهران أمس على «فشل» اجتماع الدول الست المعنية بملفها النووي في اتخاذ قرار بتشديد العقوبات عليها، معتبرة ذلك «أمراً طبيعياً»، ومؤكدة ان لا خيار أمام الغرب سوى بالاعتراف بحقوقها النووية. يأتي ذلك غداة اختتام ممثلي هذه الدول (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) مشاورات استمرت ثلاث ساعات في نيويورك ليل السبت - الأحد، من دون اتفاق على تشديد العقوبات. ولم يصدر بيان عن المجتمعين، فيما اكتفى المندوب الروسي سيرغي ريابكوف بالقول ان الاجتماع «لم يكن حاسماً، بمعنى أننا لم نتخذ أي قرار». وأضاف ان «المحادثات ركزت في معظمها على انتهاج مسار ثان لكن هذا لا يعني التخلي عن المسار الأول»، في إشارة الى «المسار المزدوج» الذي أعدته الدول الست، ويقضي بالحوار مع طهران مع عدم التخلي عن التهديد بعقوبات. ووصف المندوب الأميركي وليام بيرنز الاجتماع بأنه «كان مفيداً جداً». وعقد الاجتماع بعد مهلة حددها الرئيس الأميركي باراك أوباما لطهران، للرد على عرض من الدول الست بتزويد إيران يورانيوم مخصباً في مقابل وقف التخصيب على أراضيها. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست ان «فشل اجتماع مجموعة الست طبيعي، والحل هو ان تعترف بالحقوق النووية لإيران». وأضاف: «بعض الدول مثل الصين لا يؤمن باعتماد مقاربة سلبية وبفرض عقوبات». وبدت الصين مترددة في شأن تشديد العقوبات، بعدما أرسلت ديبلوماسياً من الصف الثاني الى اجتماع نيويورك. وهو تجنب التحدث الى الصحافيين في ختام الاجتماع، فيما قال ديبلوماسي غربي ان مستوى التمثيل الصيني «كان في أدنى حد ممكن». ونفى ديبلوماسيون غربيون ان تكون بكين أوضحت دوافع خفض مستوى تمثيلها، لكن أحدهم قال ان الدول المعنية، قررت المضي قدماً في الاجتماع «لتوجيه رسالة الى إيران مفادها أننا لا نغفل تجاهلها» عرض الدول الكبرى. ورجح ديبلوماسيون غربيون ان تستغرق عملية التفاوض على قرار جديد في شأن العقوبات شهوراً. وصرح روبرت كوبر الديبلوماسي البارز في الاتحاد الأوروبي بأن الاجتماع لم يكن مخصصاً لاتخاذ قرارات بل «لتقويم الموقف واستكشاف الخطوات التالية الممكنة، وسنواصل السعي الى حل من طريق التفاوض، ولكن بدأنا البحث في اتخاذ مزيد من الإجراءات المناسبة». ومن أجل كسب تأييد بكين وموسكو لتشديد العقوبات، توقع ديبلوماسيون غربيون درس إجراءات عقابية اقل شدة، تقضي بإضافة أسماء جديدة لأفراد وشركات من إيران على اللائحة السوداء للأمم المتحدة، مع التركيز اكثر على «الحرس الثوري». حماية العلماء على صعيد آخر، أعلنت إيران تشديد الإجراءات الأمنية الهادفة الى حماية علمائها النوويين، بعد تفجير أدى الى قتل الأستاذ الجامعي مسعود علي محمودي الأسبوع الماضي. في الوقت ذاته، نقلت صحيفة «ذي صنداي تايمز» الصادرة في لندن أمس، عمن وصفتهم ب «جماعة للمعارضة الإيرانية في الخارج» ان اغتيال محمودي نفذه قاتل محترف عربي تابع ل «حزب الله» اللبناني. وأشارت الصحيفة الى ان «الجماعة التي تراقب حزب الله وحركة المقاومة اللبنانية»، أفادت بأن عضواً في الحزب عرّفته باسم «أبو ناصر» صوّر في مكان الانفجار الذي استهدف محمودي في إحدى ضواحي طهران. وذكرت الصحيفة بتأكيدات المعارضة الإصلاحية في إيران ان محمودي كان مؤيداً للمرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي. وأضافت الصحيفة ان الجماعة المعارضة التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها، نشرت صورة لرجل يحمل مواصفات العضو المفترض في «حزب الله»، كان بين المتظاهرين الموالين للنظام الإيراني الذين اقتحموا مكتب موسوي في طهران بعد الانتخابات المتنازع عليها. ونقلت «ذي صنداي تايمز» عن الجماعة المعارضة ان «الحرس الثوري يستخدم عناصر من حزب الله لبعض المهمات العنيفة لأنهم معروفون بقسوتهم وكونهم غرباء»، وذلك تمهيداً لتحميل متعاطفين مع المعارضة مسؤولية جرائم يرتكبها النظام.