أبلغت الحكومة اليمنية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موافقتها على هدنة في القتال مع الحوثيين، وأنها تأمل بتطبيقها قريباً. وقال الناطق باسم الحكومة راجح بادي لوكالة «رويترز»، إن الرئيس عبدربه منصور هادي اشترط ضماناً للهدنة، إطلاق جماعة الحوثيين سجناء وانسحابهم من أربع محافظات. تزامن ذلك مع أنباء متضاربة عن قصف معسكر اللواء «23 ميكا» في محافظة حضرموت، وعن سقوط مئة قتيل في صفوف العسكريين، بينهم ضباط كبار، علماً أن المعسكر كان أيّد الشرعية اليمنية. وتردّدت معلومات حول انشقاق في داخله، والتحاق كتائب بالحوثيين. وفي نيويورك ذكرت مصادر دبلوماسية ان الأممالمتحدة الى «هدنة إنسانية فورية ومن دون شروط في كل أنحاء اليمن» فيما كان مقرراً أن يغادر المبعوث الخاص الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد صنعاء الى جيبوتي امس من دون أن يتوصل الى «اتفاق بين الأطراف اليمنيين على هدنة طويلة الأجل مصحوبة بخطوات منها انسحاب الحوثيين من عدن مع ضمانات وتعهدات من الأطراف المشاركة في القتال بعدم انتهاك الهدنة». وشن مسلحون موالون للرئيس هادي أمس هجمات على مواقع لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لها في محافظة شبوة الجنوبية، ما أدى إلى مقتل 15 مسلحاً. وتواصلت المعارك في تعز ومأرب والضالع، في حين قصفت الجماعة الأحياء الشمالية في مدينة عدن، فقُتِل سبعة مدنيين. واعلنت المقاومة الشعبية في أبين سيطرتها صباح امس على معسكر اللواء 15، التابع لميليشيات الحوثيين والرئيس السابق صالح، كما تمكنت من احتجاز قائد اللواء وعدد من الضباط. إلى ذلك واصل طيران التحالف غاراته على مواقع للحوثيين ومخازن أسلحة كما استهدف خطوط مسلحيهم المتقدمة. وأدت سلسلة غارات على صنعاء إلى انفجارات ضخمة يُعتَقد بأنها ناجمة عن تدمير مخزن ذخائر في معسكر الحفا قرب جبل نقم المطل على العاصمة من جهة الشرق. وافادت مصادر محلية وعسكرية بأن غارات أخرى استهدفت مواقع يُعتقد بأن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح يسيطرون عليها في منطقة جبال عيبان غرب العاصمة، كما استهدف طيران التحالف مواقع حوثية في الجوف وعمران وذمار ومأرب وصعدة، ورجّحت معلومات وقوع عشرات الإصابات في صفوف المسلحين. وكان تنظيم «داعش» أعلن في بيان على «تويتر» مسؤوليته عن هجوم بسيارة مفخخة، استهدف ليل الثلثاء مسجد الروض القريب من أكبر مستشفى في العاصمة اليمنية، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح عشرات. وتضاربت المعلومات حول أسباب قصف معسكر اللواء 23 «ميكا» في منطقة العبر بمحافظة حضرموت، والذي يبعُد عن منفذ الوديعة الحدودي نحو مئة كيلومتر. وكان المعسكر أعلن ولاءه للشرعية واتخذه العسكريون الموالون لهادي مركزاً لتجميع الجنود وتدريبهم قبل إرسالهم إلى الجبهات لمواجهة الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح. وأفادت مصادر طبية وعسكرية بأن مئة جندي مع عدد من الضباط الكبار قُتِلوا وسقط 150 جريحاً بالقصف الذي طاول المعسكر. وجاء في بيان منسوب إلى قيادة الأركان الموالية للرئيس هادي، بقيادة اللواء محمد علي المقدشي أن القصف كان غارات للتحالف من طريق الخطأ، في حين قالت مصادر أخرى إن الغارات جاءت نتيجة معلومات عن انشقاق في اللواء، وإعلان بعض كتائبه الانضمام إلى قوات الحوثيين وعلي صالح التي تقدَّمت في شبوة، وباتت على بعد 50 كيلومتراً من المعسكر. في غضون ذلك أفادت مصادر المقاومة بأنها هاجمت مواقع للحوثيين في مناطق من شبوة أمس، ما أدى إلى مقتل 15 من عناصرهم. وأوضحت المصادر إن هذه الهجمات طاولت موقع «النقبة» القريب من حبان وموقع «قرن السوداء» ومناطق في مديرية زنجبار. ونفت المصادر معلومات عن سقوط اللواء الخامس عشر للمشاة الموالي للحوثيين.