لندن - يو بي أي، رويترز - أفادت صحيفة «ديلي ميل» أمس، بأن المحكمة العليا في لندن أجبرت الحكومة البريطانية على نشر ملفات سرية بالغة الحساسية تثبت تورط عملاء جهاز الأمن الداخلي (إم آي 5) في عمليات تعذيب، ما سيقضي على نفي لندن المشاركة في التعذيب والتغاضي عن استخدامه. واشارت الى ان محامين يمثلون الحكومة البريطانية خاضوا خلال الأشهر الأربعة الاخيرة معركة قانونية يائسة لمنع نشر هذه الملفات، في اطار دعوى قضائية رفعها السعودي شاكر عامر المتزوج من بريطانية والمقيم في المملكة المتحدة، والمحتجز حالياً في غوانتانامو. ويتهم عامر (42 سنة) ضباطاً من جهاز (إم آي 5) بحضور جلسات تعذيب تعرض لها خلال وجوده في مركز احتجاز أميركي في افغانستان، وأنه حرم من النوم لمدة تسعة أيام، وتعرض للضرب بانتظام والتهديد بمزيد من التعذيب. وكان عامر الذي قدم إلى بريطانيا عام 1996، غادر لندن مع زوجته وأولاده إلى أفغانستان عام 2001 للعمل لمصلحة منظمة خيرية للأطفال، ثم اعتقلته القوات الأميركية بتهمة القتال إلى جانب «طالبان». الى ذلك، نقلت «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن السجين السابق في غوانتانامو السعودي محمد العوفي الموقوف حالياً في السعودية في اعقاب استسلامه الى السلطات اليمنية والسعودية عام 2009، ان ذكريات التعذيب والإهانة التي تعرض لها خلال سجنه في غونتانامو حركت مشاعره للفرار بعد الافراج عنه الى اليمن والمساعدة في قيادة فرع لتنظيم «القاعدة» فيها. وقال: « ما عانيته على ايدي الاميركيين كان أشد وأقوى من أية حوافز للاصلاح وفرها برنامج الرعاية السعودي لضمان عدم استئنافي نشاطات التشدد». واضاف: «صنع المحققون الاميركيون اموراً رهيبة بي». وبات اليمن محور جهود الولاياتالمتحدة لمحاربة التشدد، بعد محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب لطائرة ركاب أميركية في 25 كانون الأول الماضي. وكشفت دراسة اخيرة اعدتها وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان واحداً من كل خمسة افرج عنهم من غوانتانامو انضم او يشتبه في انضمامه الى جماعات متشددة مثل «القاعدة». على صعيد آخر، اعلنت طبيبة الاعصاب الباكستانية عافية صديقي التي تعلمت في الولاياتالمتحدة واتهمت بإطلاق النار على محققين أميركيين في افغانستان عام 2008، وذلك في مستهل جلسة عقدتها المحكمة لاختيار المحلفين أنها ستقاطع المحاكمة، «لأن ثمة ظلماً فادحاً» وكان ضابط افغاني كبير قال إن القوات الاميركية اطلقت النار على صديقي، بعدما اعتقدت بأنها مفجرة انتحارية. لكن جماعات لحقوق الانسان ومحاميي صديقي يقولون إنها احتجزت سراً في قاعدة باغرام الافغانية قبل الحادث.