لم تنته معاناة الأهالي وعابري طريق الصرار – الحناة الذي يربطهم بمدينة الجبيل ومدن حاضرة الدمام، وبقية محافظات المنطقة الشرقية، والمعروف بطريق الفاضلي – الصرار. فعلى رغم مرور ثمانية أعوام على إنشائه، إلا أن مشكلات هذا الطريق لم تنته في ظل استمرار زحف الرمال، التي ما إن تهب رياح حتى تغلق أحد مسارات الطريق. ويستمر ذلك بحسب مدة وقوة الرياح. ويصل الحال في بعض الأحيان لإغلاق المسارين. ونقلت «الحياة» في تقارير عدة معاناة ساكني المنطقة، وحظيت تلك التقارير بتفاعل كبير من جانب المسؤولين، إلا أنه لم يوجد حل جذري لمشكلات الطريق، بسبب زحف الرمال. فيما تتوجه أصابع الاتهام إلى المقاول المسؤول عن الطريق المتعاقد مع وزارة النقل، المتهم ب «عدم المبالاة». ففيما تقف معداته إلى جانب الطريق تراقب هبوب الرياح، تعجز عن نزح الرمال في حال هبوب الرياح، وما تزيحه خلال يوم أو يومين أو أسبوع يرجع خلال سويعات فقط، من شدة الرياح وعدم وجود مصدات رمال في تلك المناطق، لكون الأرض مفتوحة ويزداد هبوب الرياح فيها. وأشار الأهالي إلى أن المشكلة ليست في هبوب الرياح، ولكن من المقاول الذي يقوم بإزاحة ودفع الرمال في الجهة التي تهب منها الرياح، وهي الجهة الشمالية للطريق، فتظهر جبال من الرمال بجانب الطريق، وفي كثير من المواقع على حافة الطريق. ولا يبعد عنه سوى متر أو مترين فقط، ما يسهل رجوع الرمال في حال هبت الرياح، سواء أكانت شديدة أم خفيفة. وذكروا أن هذا هو حال طرق النعيرية – النقيرة، والخفجي – أبرق الكبريت، في الوقت الذي ترتفع أصوات الأهالي فيه بسرعة إزاحة الرمال من المواقع الخطرة. والتي تسببت في إزهاق أرواح بريئة، كان آخرها أحد أبناء رؤساء المراكز محسن العجمي، والذي كاد أن يكون ضحية في رمضان المبارك، بسبب زحف الرمال. ولم تقتصر مشكلة زحف الرمال على ذلك الطريق، بل تجد المسافة بين الصرار حتى مركز ثاج، والبالغة 37 كيلومتراً، والتي تمت إعادة إنشاء الطريق منذ أربعة أعوام وتوسعته. ألا أنه لم يمض ستة أشهر على افتتاحه حتى ظهرت الحفر والتشققات والانزلاقات فيه. وتفاعل وكيل وزارة النقل مدير الطرق والنقل في المنطقة الشرقية سابقاً المهندس محمد السويكت، مع «الحياة» في تقرير نشرته، وتمت إعادة طبقة الأسفلت على طول امتداد الطريق. وانتهت مشكلة انزلاق الطبقة. ولكن الحفر والتشققات التي سببها مرور آلاف الشاحنات ذات الوزن الزائد، والتي تهرب عبر طريق وادي المياه، وتتجه عبر طريق الصرار – الفاضلي، لضمان عدم وجود محطة وزن ثابت في هذا الطريق. وفي الثالث من رمضان وأثناء مرور «الحياة» على الطريق والطريق المتفرع من طريق الرياض – الدمام المؤدي إلى النعيرية، والمعروف بطريق «وادي المياه»، رصدت مرور أرتال من الشاحنات التي تحمل الرمال والحجارة على الطريق في المساء، ما قد يزيد من وقوع حوادث بسببها للمسافرين على الطريق ذي المسار الواحد، والمتهالك من كثرة مرور الشاحنات زائدة الأوزان عليه. بدوره، قال المدير العام للطرق والنقل في المنطقة الشرقية المكلف المهندس أحمد اليامي، في تصريح سابق حول هذا الموضوع: «إن المقاول يقوم بأعمال الترقيع بشكل دوري، ونظراً إلى العاصفة الرملية التي هبت على طرق العقد توقف العمل بشكل موقت. وعند زوال هبوب الرياح أعاد أعمال الترقيعات على الطريق. وتم الانتهاء منه». وحول طريق وادي المياه، أوضح اليامي أنه «توجد محطتا وزن ثابتة، إحداهما في النعيرية، والأخرى قبل جسر عريعرة»، لافتاً إلى أنه تم توجيه المقاول بتشغيل ميزان متنقل على طريق ثاج. ويجري التنسيق مع المرور حول ذلك. وتولى عضو المجلس البلدي في الصرار مبارك العازمي، التنسيق مع بلدية وشرطة الصرار لتأمين الحركة على المواقع التي يتم إزاحة الرمال عنها، وكان آخرها تأمين آليتين من البلدية، لإزاحة الرمال من تلك المواقع الخطرة. وهذه المرة الثالثة من كل عام في رمضان، الذي يقوم بالتنسيق مع البلدية لإزاحة الرمال من المواقع الخطرة، وسبق ذلك استئجار معدات على حسابه الشخصي لفتح بعض المواقع الخطرة قبل نحو عامين. وقال العازمي: «ننتظر حلاً جذرياً لوقف زحف الرمال، ومشكلة الحفر والتشققات والتي ستؤدي إلى كوارث إنسانية لعابري الطريق».