دفنت الرمال الزاحفة أجزاء من طريق النعيرية – حفرالباطن، وأدت إلى صعوبات في الوصول إلى نحو 33 مركزاً وهجرة يخدمها الطريق، فيما أكد الأهالي أن الطريق لم يشهد منذ نحو أربعة أشهر أية جهة سواءً من وزارة النقل أم البلدية، كما تسبب في عدد من الحوادث. وأغلقت الرمال الزاحفة بعض المواقع بالكامل بخاصة الطريق القديم الذي يخرج من النعيرية في اتجاه حفر الباطن مروراً بكتيبة الجيش غرب المحافظة، كما تم عزل مركزي النقير والنقيرة عن المحافظة بسبب إغلاق طريقهما بالرمال، وكذلك إغلاق طريق الفاضلي – الصرار جنوب محافظة النعيرية مرورا ب 11 هجرة ومركزاً، كما أنه يخدم 22 مركزاً وهجرة أخرى متفرعة منه، وأدت كذلك إلى إغلاق الطريق بين مركز الحناة والصرار، حيث تكونت عليه مواقع خطيرة تهدد العابرين، وبلغ ارتفاع الرمال على الطريق في بعض المواقع أكثر من متر وتسبب في حوادث للسيارات. وعلمت «الحياة» أن مرور محافظة النعيرية ممثلاً بقسم الأمن والسلامة المرورية قام برفع تقارير ومطالبات للجهات المسؤولة في المنطقة الشرقية بإزالة الرمال عن الطرق المحيطة بالمحافظة ومراكزها تفادياً لوقوع حوادث خطيرة بسبب تراكم الرمال، إلا أنه لم تتلق من وزارة النقل رداً عليها. وذكر عدد من مستخدمي الطريق إلى أن عدم الاهتمام بالطريق أدى إلى تراكم كميات كبيرة من الرمال عليه، وهي بحاجة إلى ملاحظة ومتابعة دائمة بخاصة في الفترة التي تشهد فيها المنطقة تقلبات جوية ونشاطاً للرياح التي تدفع بالرمال إلى إغلاق الطريق أو أجزاء منه، وتخفي في أجزاء منه معالمه مما يعرض مستخدميه للخطر. وأشاروا إلى أن أهالي مركزي نقير والنقيرة رفعوا معاناتهم جراء زحف الرمال وإغلاق الطريق الوحيد الذي يربطهم بمحافظة النعيرية إلى المسؤولين في «النقل» وكذلك البلدية، وقال مخلد فالح (من سكان مركز النقيرة): «عملي في محافظة النعيرية وأقطع الطريق يومياً، وأعيش معاناة كبيرة خصوصاً في المواقع الخطيرة التي تراكمت عليها الرمال وأصبحت عبارة عن (عقوم) على الطريق، وفي بعض المواقع تجبرك الكثبان على النزول عن الطريق والذي قد يتسبب في نشوب سيارتي في الرمال لكون الأرض رملية». وأضاف بأن الحل السهل يتم من خلال فرق صيانة أو مقاول للطرق يقوم برفع أكوام الرمال بصورة مستمرة، أما الأكثر صعوبة فهو وضع دراسة لمشكلة الرمال الزاحفة، وإيجاد الحلول المناسبة لها من مختصين لحماية مستخدمي الطرق التي تصنف على أنها صحراوية. من جانبه، انتقد عضو المجلس البلدي في الصرار مبارك العازمي فرع وزارة النقل في المنطقة الشرقية لعدم تفاعلها ومتابعتها للطرق في المحافظة، والتي تتسبب في عدد من الحوادث الجسيمة لعابريها، بسبب زحف الرمال وعدم وجود فرق للصيانة أو مقاولين يقومون برفع الرمال عن الطرق بصفة مستمرة طوال العام، وألا يتم إنهاء عقد مقاول حتى يتم تأمين آخر في نفس الموقع. وأشار إلى أن مواطنين ومسؤولين في محافظة النعيرية يقومون باجتهادات فردية عبر تحريك معدات يتعاون أصحابها لفتح بعض الطرق القريبة من محافظة النعيرية وإزاحة الرمال عنها لسلامة العابرين، من بينها قيام مسؤول السلامة في مرور النعيرية، أخيراً، بالتعاون مع أحد المقاولين في المحافظة بإزاحة الرمال من على الطريق لمسافة 10 كم غرب المحافظة بعدما وقعت حادثة لمسن في أول ليلة من رمضان، وتم تأمين الموقع من المرور بعلامات إرشادية تحذيرية. وحاولت «الحياة» ومنذ نحو شهر الحصول على رد من فرع وزارة النقل في المنطقة الشرقية حول الموضوع، ولكن دون جدوى، فيما ذكرت مصادر ل»الحياة» أن سبب تراكم الرمال في الطرق يعود إلى انتهاء العقود الخاصة بالمقاول ولم يتم تجديدها بعد. «أبرق الكبريت»: الكثبان الرملية تخفي «ملامح» الطرق طريق الخفجي – أبرق الكبريت والذي ضم إلى وزارة النقل بعد انتهاء إنشائه من بلدية الخفجي، ليس أفضل حالاً من بقية الطرق، فقد لحقه الإغلاق بسبب زحف الرمال، وكتبت عنه «الحياة» تقارير عدة قبل عامين حتى قام وكيل الوزارة المساعد للشؤون الفنية والمشرف العام على النقل في المنطقة الشرقية سابقاً المهندس محمد السويكت بزيارة له وتم تأمينه وفتح الطريق، وعادت الرمال حالياً لتشكل كثباناً على الطريق مهددة بوقوع حوادث مرورية وسط معاناة للأهالي خلال توجههم إلى محافظة الخفجي. وحمّل أهالي أبرق الكبريت تردي الطريق ودفنه بالرمال وبخاصة في مثل هذه الأيام من كل عام لإدارة النقل، رغم وعودها المتكررة بإصلاحه وإزاحة الرمال عنه. وقال فلاح سالم (من أهالي هجرة أبرق الكبريت): «نعاني باستمرار من زحف الرمال على الطريق، التي باتت تشكل خطراً يهدد الأرواح من أهالي الهجرة أو عابريه إلى الرياض أو قاصدي الحج والعمرة من دولة الكويت أو أهالي الخفجي والذي يعتبرونه الطريق المختصر لهم»، مؤكداً أنه الطريق الوحيد الذي يستخدمه الأهالي إلى محافظة الخفجي للتسوق والإدارات الحكومية بخاصة المستشفى. وأشار معزي صقر(من أهالي هجرة أبرق الكبريت)، إلى أن الأهالي طالبوا مراراً بحل المشكلة، ولكن دون جدوى، إذ يفتقد الطريق لمتطلبات السلامة كما أنه بحاجة إلى توسعة، وتتسبب الكثبان الرملية المتجمعة على جانبي الطريق بحوادث متكررة، وقال: «نجد بعض الأحيان معدات يضعها متعهد وزارة النقل لإزالة الرمال ولكن ليست بصورة مستمرة». وأوضح أن الطريق لا يحمل أكتافاً للسلامة، وهو عبارة عن مسارين فقط من دون الأكتاف، لذلك تؤدي حركة الرمال إلى إغلاق مسار بالرمال، بخاصة فترة الرياح الموسمية، وتسلك المركبات القادمة والذاهبة المسار المفتوح لتقع حوادث عدة، كما تتسبب الرمال في بعض المواقع في إغلاق الطريق تماماً حيث لا يستطيع أحد أن يسلكها.