في منتصف شهر رمضان، اجتمع الأحفاد حول الجدة رورة، لتحكي لهم كعادتها حكاية بعد الإفطار. بدأت الجدة حكايتها، عندما كان ينتصف شهر رمضان، وعندما كنت صغيرة كان القرية تقيم احتفالاً بسيطاً بصيامهم 15 يوماً، سائلين الله أن يتقبل منهم صيامهم وقيامهم، سألت سحاب هل تقصدين «القرقيعان» ياجدة رورة! نعم يا سحاب إنه القرقيعان، في السابق لم يكن احتفال القرقيعان ضخماً ومبهرجاً كما الآن لقد كنا نرتدي ملابسنا المعتادة ونزين الموائد بالزينة ذاتها كل عام حتى أصبح مجرد رؤيتنا لها يذكرنا به، كانت المكسرات والحلويات توضع على الموائد ويحمل الأطفال أكياساً يحضرونها بأنفسهم من أقمشة لم يعودوا يستخدمونها ليضعوا بها المكسرات والحلويات. فكرت سوسن وذهبت لتحضر مفاجأةً للجدة رورة. طلبت سوسن المساعدة من خالد وفهد وسحاب، أحضر الأطفال الطاولة ووضعوها في منتصف غرفة الجلوس وأحضروا سلالاً وملأوها بالمكسرات والحلويات بمساعدة والديهم. قفزت الفوانيس على الطاولة لتضفي لها جواً رمضانياً. قال خالد: الآن كل شيء جاهز. قالت سوسن: لا مهلاً لقد تبقت الأكياس القماشية! من أين سنحضرها! قال فهد: لقد ذكرت الجدة رورة أنهم كانوا يصنعونها بأنفسهم ما رأيكم لو فعلنا ذلك! يالها من فكرة رائعة. جرت سوسن وجمعت بعضاً من الأقمشة الملونة، وكانت الأقمشة سعيدة لأن هناك من سيستخدمهم فهم على الرف منذ مدة طويلة. انتهى الأطفال من صناعة الأكياس وفرحت الجدة رورة بالمفاجأة وقالت: هذا أفضل قرقيعان لي حتى الآن.