صدرت عن «المركز القومي المصري للترجمة»، مختارات قصصية للكاتبة البريطانية فرجينيا وولف (1882 - 1941) بعنوان «أثرٌ على الحائط»، من ترجمة (وتقديم) الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت، مع مراجعة وتصدير لعميد المترجمين العرب محمد عناني. يضم الكتاب، الذي يقع في 250 صفحة، عطفاً على القصص، توطئةً تُقدّم خلالها المترجمةُ مدخلاً ومفاتيحَ لقراءة وولف، التي وصفتها بأنها مهمة ليست سهلة. ذلك أن وولف، فضلاً عن كونها إحدى رائدات مدرسة تيار الوعي التي شكلت ثورةً على السرد التقليديّ ابن القرن التاسع عشر، بكل ما يحمل من سمات حداثية مركبة مثل التداعي الحر للأفكار، المونولوغ الداخلي، المنظور التعددي، وسواها من التيمات التي تزيد العمل تركيباً، إلا أنها تميزت بتقنيات سردية أخرى هي: الالتفات في الضمائر، أنسنة الجماد، تضفير الواقعي بالمتخيل، واختراق الأجرومية اللغوية، إضافة إلى الطول المفرط لجملتها السردية التي قد تصل إلى صفحات عدة، ما يزيدها صعوبة في التلقي. تقدم ناعوت للقارئ بعض المفاتيح التي تُيسر الدخول الى عالم وولف الفاتن، على صعوبته، كما تتناول الأسلوب الذي نهجته في ترجمة وولف. يقول محمد عناني في تصديره الكتاب إن ناعوت نجحت «في تمثّل أبنية فرجينيا وولف واستيعابها قبل نقلها بلون من المحاكاة يقترب من الإبداع الجديد، فهو بلغة جديدة، وهو ترجمة، والترجمة بمعناها الاشتقاقي نقل للمكان، تنقلنا من مكان إلى مكان، فتعيد المترجمة بناء المواقف الشعورية في القصص الأصلية بلغة الضاد، متيحة للقارئ العربي فرصة الاطلاع على فن فرجينيا وولف ولو اختلفت اللغة. والمترجم الذي يختار هذا المركَّب الصعب لا بد من أن يكون مبدعاً أولاً، حتى يستطيع إبداع النص الإبداعي الجديد».