قدّم رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان ديفيد تولبرت استقالته من المحكمة ليتولى منصب رئيس المركز الدولي للعدالة الانتقالية، على أن تدخل استقالته حيز النفاذ في الأول من آذار (مارس) المقبل. وأعرب تولبرت في بيان صادر عن المحكمة أمس، عن فخره ب «التقدّم الممتاز الذي أحرزناه عبر تثبيت مسار المحكمة الخاصة بلبنان»، وقال: «سأبقى ملتزماً بمهمتها على صعيد شخصي. وأكنّ كل الاحترام لرئيس المحكمة والمدعي العام ورئيس مكتب الدفاع وكذلك لسائر زملائي في المحكمة الخاصة، وأتطلّع إلى دعم عملهم البارز في المستقبل. في الوقت نفسه، سيتيح لي منصبي الجديد متابعة حياتي المهنية في بلادي بعد أن قضيت سنوات عدة في الخارج». وأشار البيان الى أنه «في خلال تولّي تولبرت منصبه، تطوّر قلم المحكمة الخاصة بلبنان ليصبح جهازاً إدارياً قوياً عاملاً على أكمل وجه ومستعداً لدعم الأنشطة القضائية للمحكمة بفعالية وكفاءة. وتم إقرار موازنة المحكمة لعام 2010 وجُمعَت الأموال الى حد كبير. أما أعمال البناء في قاعة المحكمة فستُنجز بحلول موعد مغادرة رئيس القلم. وتمّ وضع البنية التحتية لدعم الأنشطة القضائية ولا سيما مسائل بالغة الأهمية كآليات حماية الشهود ونظام إدارة المحكمة». وتلقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نسخة عن استقالة تولبرت، وقال الناطق باسمه «ان بان أسف لمغادرة تولبرت منصبه وهنأه في الوقت نفسه على منصبه الجديد، ممتناً للخدمات التي قدمها كرئيس قلم للمحكمة، ومنوهاً بالتقدم الممتاز الذي تحقق في قلم المحكمة والذي أصبح جاهزاً لدعم النشاطات القضائية للمحكمة»، وأشار الى ان إنجازاته «تضمنت ضمان ان البنية التحتية الإدارية في مكانها لدعم النشاطات القضائية مستقبلاً بما في ذلك إجراءات أساسية مثل حماية الشهود وإدارة المحكمة»، ولفت الى دور تولبرت في وضع موازنة العام 2010 وفي جمع مبلغ مهم للتمويل الضروري للمحكمة». وأشار الى ان «بناء قاعة المحكمة سينجز قبل مغادرة تولبرت منصبه». وأعلن الناطق ان بان سيعين رئيس قلم بالوكالة كإجراء موقت لضمان استمرارية العمل بسلاسة لقلم المحكمة والمحكمة ككل». وأعرب رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي، عن أسفه الشديد لمغادرة تولبرت منصبه «وهو موظف مدني دولي من الطراز الأول وصديق شخصي لي»، وقال في بيان منفصل: «خلال الأشهر القليلة التي أمضاها تولبرت في المحكمة وهو يبني على الأسس المتينة التي وضعها سلفه، ساهم مساهمة بارزة في تفعيل الإجراءات وتحسين اساليب العمل وإعداد موازنة عام 2010 التي أقرتها لجنة الإدارة، وجمع بين كفاءته العالية وخبرته الواسعة كمحامٍ ومدعٍ عام سابق ومهارات ادارية استثنائية بالإضافة الى دفئه الإنساني». ولفت الى ان تولبرت «أظهر صرامة في تأدية مهامه ومسؤولياته وتمتع بدعم جميع الموظفين وبعلاقات شخصية ممتازة مع سائر كبار المسؤولين (معي شخصياً ومع المدعي العام ورئيس مكتب الدفاع)». وقال: «اذ أشعر بأن مغادرة تولبرت ستحرم المحكمة من كفاءته المميزة، أقدر تماماً الأسباب الشخصية والعائلية التي دفعته الى العودة الى بلاده بعد سنوات عدة من العمل قضاها في الخارج واني على ثقة بأن تولبرت لدى توليه منصبه الجديد والرفيع سيبقى صديقاً مقرباً من المحكمة الخاصة بلبنان وبشكل عام سيساهم مساهمة بارزة في تعزيز العدالة الجنائية الدولية». أما المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بلمار، فقال: «شرّفني العمل مع شخص محترف كديفيد تولبرت. انضم إلى فريق المحكمة وهو يتمتع بخبرة واسعة في المجالات القانونية كافة ولا سيما تلك المتعلقة بعمل المحكمة. أشعر بالأسف الشديد لمغادرته المحكمة وسأفتقده كزميل وصديق. ولي ملء الثقة بأن المجتمع الدولي سيستفيد من التزامه وتفانيه في تعزيز سيادة القانون في كل أنحاء العالم أثناء تولّيه منصبه على رأس إحدى أبرز المنظمات غير الحكومية الدولية المتخصصة في مجال العدالة». وقال رئيس مكتب الدفاع في المحكمة فرنسوا رو: «لن تفتقد المحكمة ديفيد تولبرت كرئيس قلم كفؤ ومحترف فحسب، بل ستفتقده كذلك على المستوى الشخصي، وعلى المحكمة أن تشعر بالفخر لحصول أحد كبار مسؤوليها على هذه الفرصة المميزة».