حضّت مجموعة السفراء المعيّنون لدى اليمن جميع الأطراف على تسهيل الإيصال العاجل للسلع التجارية والمساعدات الإنسانية، وبالعجالة ذاتها الوصول الآمن والسريع لعمّال الإغاثة ليتمكّنوا من الوصول إلى ذوي الحاجة. وأكدت في بيان بشأن انعقاد مشاورات جنيف أن الصراع يساهم في التدهور المستمر للاقتصاد، وأن تلبية حاجات الشعب اليمني على المدى الطويل تعتمد على اقتصاد حيوي قادر على توفير فرص وظيفية. وتضم المجموعة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجموعة «أصدقاء اليمن» المتمثّلة في ألمانيا واليابان وتركيا وهولندا والاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أنه «بعد الحل السياسي، سيكون استمرار الدعم الدولي لاستقرار الاقتصاد اليمني والتنمية بغاية الأهمية، وذلك لمساعدة البلد على الاستقرار وإعادة البناء». وفيما رحّبت مجموعة السفراء بالتعهدات السخية لتقديم المساعدات التي قدّمتها العديد من الدول والمنظّمات أبرزها المملكة العربية السعودية التي تعهدت بتقديم 274 مليون دولار لإغاثة اليمنيين، ودولة الكويت التي التزمت بتقديم 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية، فإنها دعت هذه الأطراف إلى تقديم هذه التعهدات سريعاً. وجاء في البيان أنه «خلال العام المنصرم، وخصوصاً الشهرين الماضيين، فإننا قد شهدنا صراعات أثّرت على المدنيين إلى درجة تقترب الآن من الكارثة الإنسانية». وأعربت المجموعة عن قلقها الشديد من «النتائج الإنسانية الخطيرة الناتجة عن استمرار العنف في اليمن»، داعيةً جميع الأطراف إلى «البدء بحوار مع خطوات جادة وعاجلة لتنفيذ إجراءات هامة للبدء بهدنة إنسانية في كل أرجاء البلد». وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بشدّة مع تصاعد الصراع منذ نهاية آذار (مارس) الماضي. وكشف تقرير منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» عن «حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم 2015»، أن 12 مليون يمني من أصل 24 مليوناً يعانون من نقص الأغذية، وأن الصراعات الدائرة على أرض اليمن فاقمت من أزمة الأغذية وتهدّد الرقم بالصعود. وأشارت التقديرات الأخيرة إلى أن معدّل انعدام الأمن الغذائي ارتفع جرّاء الأزمة الطويلة في البلد، إذ إن واحداً من كل أربعة أشخاص يعاني من نقص التغذية في اليمن. وأكد تقرير «فاو» أن نصف سكان اليمن بحاجة إلى المعونة الإنسانية هذه السنة. كما أعلنت منظّمة «أوكسفام» الخيرية أن أكثر من 12 مليون شخص يعانون من الجوع حالياً في اليمن، نتيجة العنف الدائر في البلد، والذي يؤدّي إلى حظر إمدادات الغذاء والمياه الصالحة للاستعمال. وقالت في بيان إن «أهل اليمن بأمسّ الحاجة لحل سلمي للأزمة الإنسانية الراهنة، ولوضع حد للعنف فوراً». وأطلقت «أوكسفام» دعوة للانضمام إلى «اليوم العالمي للصيام من أجل اليمن»، إذ دعت من خلال هذا النشاط إلى الصيام لمدة 12 ساعة في 15 حزيران (يونيو)، للوقوف مع الشعب اليمني. وطالبت «أوكسفام» قادة العالم ب «حل الأزمة وتقديم الغذاء والإمدادات إلى اليمن بأسرع وقت ممكن».