تزايدت أعداد من يعانون من نقص التغذية في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لأكثر من الضعف منذ عام 1990 لتصل الآن إلى 33 مليون نسمة. وطبقا لتقرير الأممالمتحدة حول الجوع، فإن الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هو الإقليم الوحيد الذي زاد فيه انتشار نقص التغذية، خلال نفس الفترة، من 6.6% إلى 7.7%. وعلى الرغم من التقدم الذي حققته قلة من البلدان، إلا أن الإقليم بصفة عامة قد أخفق في تحقيق هدف خفض عدد (أو نسبة) من يعانون نقص التغذية بين سكانه إلى النصف بحلول عام 2015، ويرجع ذلك أساساً إلى الحروب والصراعات والقلاقل. يقول نائب مدير برنامج الأغذية العالمي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشرق أوروبا، كاريو سكاراميلا، إن الضغوط على سبل العيش في سورية، واليمن، والعراقوغزة كبيرة جداً، حيث تدفع المجتمعات المتأثرة في المقام الأول ثمن الصراع وعدم الاستقرار. وأصبح الحصول على الغذاء مشكلة رئيسية للملايين من السكان المتأثرين. ويجب أن يسير العمل الإغاثي وجهود بناء سبل العيش لتحقيق السلام والاستقرار يداً بيد إذا كنا نريد أن نتفادى تعميق الأزمات وأن نستعيد الظروف الأساسية لأية تنمية. وتوضح أحدث تقديرات الفاو وبرنامج الأغذية العالمي أن هناك 6.3 مليون نسمة في سورية متأثرين بدرجة كبيرة وفي حاجة ماسة إلى استدامة الغذاء والمعونة الزراعية، وكذلك 3 ملايين لاجئ في حاجة إلى المساعدة خارج سورية. كما أثرت الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في اليمن بشدة على الأمن الغذائي، فهناك 10.6 ملايين شخص في حاجة إلى المعونة الغذائية، 5 ملايين منهم يعانون من حدة انعدام الأمن الغذائي. وفى غزة، وقبل صراع السبعة أسابيع، كان 72% من الأسر يعانون من انعدام الأمن الغذائي أو معرضين له، و 70% يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. أما في العراق حيث لم يكن سوى 8% من سكانه يعانون نقص التغذية في الفترة 1990–1992، فإن انتشار نقص التغذية الآن يصل إلى 23%. وأوضح المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبدالسلام ولد أحمد، أن ذلك لا يعنى أن نفقد الأمل، بل على العكس وكما جاء في تقرير انعدام الأمن الغذائي في عالم 2014 فإن الاستقرار والالتزام السياسي المدعوم ببرامج فاعلة وموارد موجودة بالبلدان لن يجعل التقدم في تحقيق الأمن الغذائي أمراً ممكناً فقط، بل سيكون حقيقة واقعة في فترة وجيزة من الزمن. تقرير انعدام الأمن الغذائي في عالم 2014 يلقى الضوء على أن كيفية الحصول على الغذاء قد تحسنت هذا العام سريعاً وبصورة مدهشة في البلدان التي شهدت تقدما اقتصاديا كليا. مع بقاء عدد من يعانون نقص التغذية (كبير بصورة غير مقبولة) أكد ممثلو الفاو وبرنامج الأغذية العالمي على الحاجة إلى تجديد الالتزام السياسي وتنسيق الجهود الإقليمية لمعالجة نقص التغذية. وأوضحوا أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية هي مشاكل معقدة تتطلب معالجتها باتجاه متكامل ومنسق. وخلال الدورة ال32 للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى وقعت بلاد الإقليم الأعضاء على استراتيجية إقليمية للأمن الغذائي تحدد الأفعال السياسية الأساسية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لتحسين إتاحة الغذاء والحصول عليه لسكان الإقليم. وأضاف ولد أحمد أن الجهود الإقليمية المنسقة يمكنها أن تدعم العمل الوطني لتحقيق الأمن الغذائي وتحرز تقدماً، حيث تعزز بلدان الإقليم هذه الجهود لتحقيق الأمن الغذائي على الرغم من الوضع الحالي. يذكر أن الفاو وبرنامج الأغذية العالمي يدعمان ملايين الأسر المتأثرة بالأزمة الإنسانية بتقديم المعونة الغذائية وتحسين قدرات الأسر المتأثرة على التعامل مع الأزمة والتعافي منها. وقد أشاد كلا المسؤولين بمستوى التضامن الإقليمي والدولي لدعم اللاجئين والنازحين والسكان المتأثرين في الإقليم. يشار إلى أن حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم هو تقرير رئيسي ينشر سنوياً من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الإيفاد) وبرنامج الأغذية العالمي.