مُني النظام السوري بضربة جديدة أمس على يد تنظيم «داعش» الذي سيطر على معظم آبار جزل النفطية في ريف محافظة حمص وأصبح يهدد بحرمان العاصمة دمشق من آخر مصادر الطاقة التي يتم إنتاجها داخل سورية، وذلك بعد يوم من سيطرة فصائل المعارضة المنضوية في إطار «الجبهة الجنوبية» على اللواء 52 الذي يُعد من خطوط الدفاع الأساسية عن العاصمة. (للمزيد) وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي «داعش» فجروا أحد خطوط الغاز بالقرب من مطار تيفور في ريف حمص الشرقي الذي ينقل الغاز الطبيعي من شرق سورية إلى دمشق وضواحيها، لاستعماله في توليد الكهرباء والتدفئة. من جهة أخرى، أعلن النظام السوري نجاح جنوده و «المقاومة اللبنانية» في السيطرة على نقاط استراتيجية في جرود الجراجير بجبال القلمون، فيما تعهد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة له أمس، بطرد تنظيم «داعش» من مناطق الحدود اللبنانية السورية، وقال إن «المعركة مع داعش في القلمون بدأت في السلسة الشرقية والحدود اللبنانية السورية»، مضيفاً: «هم من بدأوا القتال». وأشار إلى أن عناصر حزبه «تصدوا بكل شجاعة وبسالة» للهجوم، الذي أوقع -وفق قوله- عشرات القتلى بين المسلحين. كما ذكر أن المعارك أدت إلى سقوط قتلى من الحزب لم يحدد عددهم. وأضاف نصرالله «أن الهزيمة ستلحق بهؤلاء. المسألة مسألة وقت، ونحن لسنا مستعجلين». وفي تطور يدل على تراجع قبضة النظام على العاصمة، أعلن «جيش الإسلام» اعتقال شخصية قيادية بارزة من داخل دمشق واقتيادها إلى معقله في الغوطة الشرقية. وسرت أنباء أن المعتقل هو وزير العدل نجم الأحمد، لكن الأخير تحدث هاتفياً إلى وسائل إعلامية نافياً خطفه. غير أن «المكتب الإعلامي» في «جيش الإسلام» الذي يقوده زهران علوش، تمسك بإعلانه أنه نجح في خطف «شخصية بارزة» من قلب دمشق، رافضاً تقديم تفاصيل عنها وعن المنصب الذي تشغله ل «ضرورات أمنية». ولفتت وكالة «مسار برس» المعارضة التي نقلت الخبر، إلى أن «جيش الإسلام» كان نجح قبل أيام فقط في القيام ب «عملية استخباراتية» في دمشق أسفرت عن اعتقال قائد مجموعة «جيش الوفاء» ونقله إلى «سجن التوبة» في الغوطة الشرقية. و «جيش الوفاء» من المجموعات المسلحة الناشطة قرب دمشق والتي نقلت ولاءها إلى الحكومة. في غضون ذلك، واصلت وحدات الحماية الشعبية الكردية و «لواء ثوار الرقة» تحقيق تقدم ميداني على حساب «داعش» في شمال سورية. وذكرت «مسار برس» أن الأكراد وثوار الرقة سيطروا على 9 قرى جديدة كانت تخضع لسيطرة «داعش» في ريف مدينة تل أبيض في أقصى شمال محافظة الرقة قرب الحدود مع تركيا. ولفتت إلى أن المعارك التي دارت أمس كانت الأعنف بين الطرفين منذ سيطرة تنظيم «داعش» على ريف الرقة الشمالي، كما خسر التنظيم السيطرة على عدد من القرى في هذه المنطقة. وأوردت «مسار برس» أن عناصر «داعش» يتراجعون حالياً إلى داخل تل أبيض وسط توقعات بمعركة قريبة يخوضها الأكراد لطردهم من هذه البلدة التي تضم معبراً حدودياً غالباً ما يستخدمه المتطوعون الأجانب الراغبون في الوصول إلى مناطق «داعش». وأعلن مسؤول تركي أمس أن بلاده استقبلت في الساعات الماضية قرابة ستة آلاف نازح من تل أبيض.