أسفرت معارك شرسة امتدت حتى وقت متأخر من مساء الخميس بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة عن سقوط قلعة الحصن الأثرية في ريف حمص في وسط البلاد التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من سنتين في حين قام ما يسمى ب(تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) (داعش) الأكثر تطرفا في سوريا بتهجير نحو 600 كردي سوري من محافظة الرقة الخاضعة لسيطرته في شرق سوريا). وتأتي سيطرة النظام السوري على بلدة الحصن آخر معقل مقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي بعد أيام من سيطرته على مدينة يبرود آخر أكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون شمال دمشق الحدودية مع لبنان أيضا. وبعد أن سيطرت القوات النظامية على بلدة الحصن باتت عمليا تتحكم بكل ريف تلكلخ وريف حمص الغربي وأقفلت الطريق إلى الحدود مع لبنان في تلك المنطقة بينما لا يزال مقاتلون من مجموعات المعارضة المسلحة منتشرين في المنطقة الجبلية من القلمون في ريف دمشق لكنهم شبه مطوقين. وتسعى القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني إلى تأمين هذه المنطقة الحدودية التي تقول السلطات السورية إنها ممر للسلاح والإمدادات والمسلحين بحسب ما أعلن أمس عقيد في الجيش السوري لمراسل تلفزيون (الميادين). وقال (إستراتيجيا هذا يعني أن خط الإمداد الذي كان يبدأ من وادي خالد في لبنان في اتجاه تلكلخ ثم حمص انقطع وانقطع أيضا تسلل المقاتلين من داخل سوريا ومن لبنان ودول أخرى). وكان مصدر عسكري سوري أفاد صباح أمس الخميس فرانس برس عن مقتل 11 مقاتلا معارضا في كمين نصبته لهم القوات النظامية خلال فرارهم من بلدة الحصن في اتجاه الأراضي اللبنانية. إلى ذلك أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن تنظيم (داعش) هجّر نحو 600 كردي سوري من محافظة الرقة الخاضعة لسيطرته في شرق سوريا. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن تنظيم (داعش) هجّرت من قرى تل أخضر وتل فندر واليابسة ومدينة تل أبيض نحو 600 مواطن كردي بينهم مسنون ونساء عشية احتفالات المواطنين الكرد بالعيد القومي الكردي (النوروز). على صعيد آخر، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن النظام السوري نقل من أراضيه أكثر من نصف ترسانته الكيميائية. وفي 30 يونيو 2014 يفترض أن تكون سوريا أتلفت كل أسلحتها الكيميائية عملا باتفاق روسي أميركي تم التوصل إليه في سبتمبر وسمح بتفادي توجيه ضربات جوية أميركية ردا على هجوم كيميائي دام قرب دمشق. وألقت واشنطن آنذاك مسؤولية الهجوم على النظام الذي اتهم بدوره المعارضة المسلحة بتنفيذه.