أحبطت قوات الأمن المصرية أمس هجوماً إرهابياً استهدف معبد الكرنك في محافظة الأقصر في جنوب مصر، وفجر أحد المهاجمين نفسه، فيما قتلت الشرطة مهاجماً آخر وأوقفت ثالثاً. وجُرح خمسة أشخاص، أحدهم شرطي، من جراء التفجير الذي أسفر أيضاً عن خسائر مادية بسيطة في واجهات متاجر. ورجحت مصادر أمنية تورط آخرين في الهجوم «فروا من موقع الاعتداء». وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «ثلاثة إرهابيين حاولوا اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك في الأقصر مستخدمين أسلحة نارية ومواد متفجرة، فتصدت لهم على الفور قوات تأمين المعبد وتعاملت معهم وأحبطت الهجوم». وأضافت أن «المواجهة أسفرت عن مقتل اثنين من العناصر الإرهابية أحدهما نتيجة انفجار عبوة متفجرة كانت في حوزته وأصيب الثالث بطلق ناري في الرأس». وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة عامل بالرصاص، و «لم يسفر عن أي إصابات بين زائري المعبد أو قوات الأمن». غير أن وزارة الصحة أعلنت جرح أربعة أشخاص، فيما قالت وزارة السياحة في بيان وزعته السفارة المصرية في لندن أمس، إن شرطياً جُرح بعد «إحباطه الهجوم». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية وطبية أن بين المصابين عاملاً في ساحة انتظار السيارات وصاحب متجر سياحي وضابطاً في الشرطة برتبة رائد «إصابته طفيفة». وأعلنت الداخلية ضبط الأسلحة والذخائر والعبوات المتفجرة التي كانت في حوزة الجناة، موضحة أن أجهزة الأمن «تسعى إلى تحديد شخصية منفذي الهجوم وأبعاد مخططهم الإرهابي». وهذا الهجوم الثاني الذي يستهدف موقعاً سياحياً خلال الشهر الجاري، إذ هاجم مسلحون الأربعاء الماضي قوة تأمين منطقة الأهرامات الأثرية في الجيزة، في محاكاة للهجمات الإرهابية التي شنتها جماعات العنف المسلح إبان عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وركزت أساساً على المواقع السياحية. وأتى الهجوم على معبد الكرنك أمس مع استنفار أمني لافت تشهده الأقصر تزامناً مع زيارة رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم للمدينة برفقة عددٍ من الوزراء، لتفقد مشاريع نُفذت بتمويل من البنك وزيارة معالم أثرية لم يكن معبد الكرنك من بينها. وروى شهود ل «الحياة» تفاصيل عن الهجوم، وقالوا إن تبادلاً لإطلاق النار وقع بين الشرطة والمهاجمين في محيط الساحة الأمامية للمعبد في شمال الأقصر، بعدما حاول الجناة اختراق الحاجز الأمني للمعبد من مدخله الرئيس المطل على نهر النيل. وقال سائق يُدعى رمضان عبدالنبي محمد ل «الحياة» بعدما أدلى بأقواله في تحقيقات الشرطة، إنه اشتبه بثلاثة أشخاص أقلهم إلى ساحة المعبد بسيارته الأجرة، بعدما همسوا بحديث عن «تفجير» وارتبكوا بمجرد الوصول عند مشارف الحاجز الأمني، ثم ترجلوا من السيارة وارتادوا مقهى سياحياً في ساحة المعبد. ولفت إلى أن سلوكهم دفعه إلى إبلاغ قوات الأمن عنهم، «فتوجه ضابط وأمين شرطة بصحبته إلى المقهى، وما إن اقتربوا من هؤلاء الأشخاص، حتى فجر أحدهم عبوة ناسفة كانت في حوزته فقتلته، ثم تبادلت الشرطة مع الاثنين الآخرين إطلاق النار، فقتلت أحدهما وأصابت الثالث». وروى شاهد يُدعى خالد الشرقاوي أن «واحداً من الإرهابيين حاول الفرار من المقهى أثناء تبادل إطلاق النار، لكن شخصاً هاجمه، وتكالب عليه عددٌ من الأشخاص، فأطلق زميله النار صوبهم، فأصاب أحد عمال المنطقة السياحية بطلق ناري، قبل أن يُطلق أمين الشرطة النار على الإرهابي فقتله». وقال عز الشافعي، وهو من سكان أحد العقارات المُطلة على حرم معبد الكرنك، إنه سمع دوي انفجار هائل «تبعته أصوات إطلاق نار، ثم هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الهجوم». وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً في محيط المعبد فور وقوع الهجوم، ومنعت خروج المصريين والأجانب من حرم المعبد إلى أن انتهت من معاينته. ودان الأزهر «العملية الإرهابية»، مشيداً ب «جاهزية ويقظة قوات الشرطة التي نجحت في إحباطها والتصدي للمخربين». وقال الأزهر في بيان إن «العمل الإرهابي الجبان الذي تزامن مع انعقاد مؤتمر التكتلات الأفريقية في مدينة شرم الشيخ بهدف دعم الاقتصاد المصري وسط حضور قادة ورؤساء حكومات، لهو دليل واضح على أن الإرهاب الغاشم لا يريد الخير لأبناء هذا الوطن». كما دانت أحزاب وقوى سياسية عدة الهجوم. من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن جندياً في الجيش قُتل في منطقة الحسينات في رفح إثر إطلاق نار من قبل مجهولين استهدفوه في منطقة خدمته. وأعلنت جماعة «ولاية سيناء»، التابعة لتنظيم «داعش»، مسؤوليتها عن استهداف مطار الجورة في الشيخ زويد الذي تستخدمه القوات المتعددة الجنسية العاملة في سيناء مساء أول من أمس بست قذائف هاون وصاروخين، «رداً على إلقاء الشرطة القبض على إمرأة من سكان الشيخ زويد» قرب المطار. وقالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن عبوة ناسفة زرعها مجهولون انفجرت أمس على الطريق الدولي الساحلي المار داخل مدينة العريش قرب مبنى مركز شباب المساعيد، بالتزامن مع مرور آلية أمنية على الطريق، ما ألحق أضراراً بها من دون خسائر بشرية.