يسعى نجم المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي لإكمال موسمه المثالي الذي أنهاه بالتتويج ب "كأس ملك إسبانيا"، و"الدوري الإسباني لكرة القدم" (ليغا)، و"دوري أبطال أوروبا" مع فريقه برشلونة، بالفوز في بطولة "كوبا أميركا" التي تستضيفها تشيلي. وتمثل هذه البطولة فرصة لمحو "الصورة السيئة" التي ظهر بها ميسي، والمنتخب في النسخة الأخيرة التي احتضنتها الأرجنتين العام 2011، وخرجت فيها من دور ربع النهائي أمام باراغواي بركلات الترجيح. وفي تلك النسخة لم يتمكن ميسي من تسجيل أي هدف في المبارايات الأربع التي لعبها حيث انتهت الأولى بالتعادل مع بوليفيا بهدف لمثلها، والثانية بالتعادل السلبي مع كولومبيا، قبل الفوز على كوستاريكا بثلاثية نظيفة ثم الخروج من باراغواي بركلات الترجيح. لم يقتصر الأمر على هذا فقط، في النسخة الماضية وكانت هذه هي أكثر فترة يتعرض فيها ميسي للهجوم من قبل الصحافة الأرجنتينية، التي وصل بها الحد للتشكيك في وطنيته ووصفته بأنه "لاعب أوروبا". بالمثل، تعرض ليو خلال هذه البطولة لصافرات استهجان، وسباب، وإهانات من قبل الجماهير التي لم تكن راضية عن الفارق بين مستواه مع المنتخب، وبرشلونة الإسباني، وكانت تميل حينها إلى زميله كارلوس تيفيز الملقب ب "ابن الشعب". وتعد هذه المشاركة الثالثة لميسي مع الأرجنتين في "كوبا أميركا"، فالمرة الأولى في العام 2007، سجل حينها هدفين، الأول في ربع النهائي أمام بيرو، والثاني في نصف النهائي أمام المكسيك، قبل الخسارة من البرازيل في النهائي بثلاثية نظيفة. وتأتي مشاركة ميسي أيضاً في "كوبا أميركا" بعد تمكنه من التأهل إلى نهائي النسخة الأخيرة من كأس العالم في البرازيل، ولكنه خسر في المباراة الأخيرة أمام ألمانيا ليضيع الحلم. ولم يتمكن ليو من التتويج بأي لقب دولي مع المنتخب الأول على رغم مشاركته في ثلاث نسخ لكأس العالم، ونسختين من "كوبا أميركا" حتى الآن، ولكنه يحمل لقب كأس العالم تحت 20 عاماً، وذهبية "أولمبياد 2008" في بكين. وتعد بطولة "كوبا أميركا" بمثابة أول احتكاك يحمل طابعاً رسمياً بالنسبة للأرجنتين وميسي تحت قيادة مواطنه خيراردو تاتا مارتينو مدرب برشلونة السابق في موسم 2013 - 2014 الذي لم يتمكن فيه ميسي من إخراج أفضل ما لديه وكان عرضة إلى الكثير من الإصابات. وإذا ما توج ميسي باللقب، سيحقق إنجازاً لم يحصده مواطنه الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، الذي لم يفز أبداً بلقب "كوبا أميركا".