فيما وصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين إلى السعودية في زيارة رسمية، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رسالتين لكل من الرئيسين المصري محمد حسني مبارك، والسوري بشار الأسد، تتعلقان بتطورات الأوضاع في المنطقة وتحريك عملية السلام. وكانت الرياض - التي لم تهدأ وتحركت على أكثر من صعيد لدعم الاستقرار في المنطقة خلال الفترة الماضية – شهدت زيارات عدة لقادة وزعماء تناولت القضايا الملحة في المنطقة. وتأتي هذه المحادثات المتعددة في ظل تحركات عربية مكثفة لدفع عجلة السلام والوصول إلى حال من الاستقرار المنشود. وشهدت العاصمة السعودية أمس قمة سعودية - أردنية بحثت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى الأوضاع في العراق ولبنان وموقف البلدين الشقيقين منها. وتناولت محادثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والعاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين التي عقدت في قصر خادم الحرمين الشريفين في الرياض، عدداً من القضايا الساخنة، على رأسها السبل الكفيلة لإنعاش عملية السلام المجمدة، وطبيعة التحرك المستقبلي، لتعزيز التضامن العربي التي تتطلب مزيداً من التشاور والتنسيق للحفاظ على الأمن العربي. وعلمت «الحياة» ان خادم الحرمين اطلع العاهل الأردني على نجاح القوات المسلحة السعودية في القضاء على المتسللين إلى الأراضي السعودية وقدرة بلاده على وقف عمليات التسلل. وتصدر الملف الفلسطيني المحادثات، إذ ناقش الزعيمان دعم جهود إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تعالج مختلف جوانب الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتحقق السلام الشامل والعادل استناداً إلى حل الدولتين والمرجعيات المعتمدة، كما بحثا ملف الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بهدف إنهاء حال الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني ورؤية حركة المقاومة الإسلامية حماس في هذا الجانب، خصوصاً ان العاهل الأردني كان التقى الرئيس مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة أول من أمس. وتطرقت القمة السعودية - الأردنية إلى تداعيات الملف النووي الإيراني، إضافة إلى سبل تعزيز العمل العربي المشترك بما يخدم المصالح العربية. وأقام خادم الحرمين الشريفين في قصره مأدبة عشاء تكريماً للعاهل الأردني والوفد المرافق له. وكان خادم الحرمين الشريفين في مقدم مستقبلي الملك عبدالله الثاني بن الحسين لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي. كما كان في استقباله، أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، ورئيس المراسم الملكية محمد الطبيشي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد، وسفير الأردن لدى المملكة قفطان المجالي. إلى ذلك، دعا خادم الحرمين الشريفين إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة الاثنين المقبل. وأوضح بيان صادر عن الديوان الملكي نقلته وكالة الأنباء السعودية أمس أنه «تأسياً بسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بإقامة صلاة الاستسقاء، فقد دعا خادم الحرمين إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة الاثنين 25 من شهر محرم الجاري 1431 ه بحسب تقويم أم القرى».