ترنّحت الهدنة في شرق أوكرانيا امس، اذ اتهمت كييف الانفصاليين الموالين لموسكو بشنّ «هجوم ضخم» على مواقع القوات الحكومية، فيما أعلن المتمردون مقتل 15 شخصاً في المعارك. وذكرت رئاسة أركان الجيش الأوكراني أن «الإرهابيين الروس شنّوا قرابة الساعة الرابعة فجراً، وفي شكل ينتهك اتفاقات مينسك (التي أقرت الهدنة)، هجوماً ضخماً على المواقع الأوكرانية»، مضيفة أن «العدو أرسل في اتجاه مارينكا، اكثر من 10 دبابات وحوالى ألف عنصر ضد القوات الأوكرانية»، في إشارة إلى المدينة التي تبعد 20 كيلومتراً من وسط دونيتسك، معقل الانفصاليين. وأعلنت رئاسة الأركان أن الجنود الأوكرانيين تمكّنوا من صد الهجوم، مستدركة انهم اضطروا الى «استخدام مدفعية كانت موجودة سابقاً في منطقة بعيدة من خط الجبهة، بموجب اتفاقات مينسك». لكن الناطق العسكري الاوكراني اندري ليسنكو رفض الاشارة الى هجوم واسع، متحدثاً عن «محاولة تقدّم، لكن الهجوم وقع على قسم وجيز من الجبهة، ولذلك لا يمكننا الحديث عن هجوم واسع». وتابع أن «العدو قصف في شكل عنيف، مواقعنا قرب مارينكا وغورغييفكا، مستخدماً أسلحة ثقيلة، بما في ذلك دبابات ومدفعية». في المقابل، نقلت وكالة «دي أي أن» للأنباء التابعة للانفصاليين عن مسؤولهم العسكري فلاديمير كونونوف إن حوالى 15 مسلحاً ومدنياً قُتلوا في اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين قرب دونيتسك، علماً أن الانفصاليين نفوا شنّهم هجوماً على مارينكا. وأفادت الوكالة بأن المعارك أدت الى انقطاع في التيار الكهربائي في منجم، ما أدى إلى محاصرة 576 من عماله تحت الأرض. وكانت الكهرباء انقطعت في وقت سابق عن منجم آخر قريب، ما أدى إلى محاصرة اكثر عن 350 عاملاً تحت الأرض. الى ذلك، أعلن حاكم إقليمي في شرق أوكرانيا مقتل مدنيَّين، بعدما أصابت قذائف أطلقها انفصاليون سيارتهما في منطقة تسيطر عليها الحكومة قرب مدينة لوغانسك. في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الاوكراني أرسين افاكوف أن أعضاء من حركة «برافي سكتور» القومية «أزالوا في شكل لائق جداً، تمثالاً للينين» في مدينة سلافيانسك التي كانت معقلاً للمتمردين، قبل ان تستعيدها قوات كييف. وبرّر ناطق باسم الحركة إزالة التمثال قائلاً: «نحن ضد رموز التوتاليتارية. لم نتمكن من انتظار المفاوضات. نعتبر أن هناك أموراً أساسية لا يمكن التفاوض في شأنها. لينين كان مجرماً دولياً إرهابياً، وسفاح الشعب الأوكراني». وحصل خلاف بين السكان حول ازالة التمثال، حتى ان بعضهم كان يتظاهر امامه خلال الاشهر الماضية، لمنع إزالته. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أصدر الشهر الماضي قوانين هدفها القطع نهائياً مع الماضي السوفياتي لأوكرانيا. روسيا – الاتحاد الأوروبي في غضون ذلك، استنكرت موسكو قرار بروكسيل السماح فقط لاثنين من ديبلوماسييها، بدخول البرلمان الأوروبي. وكان رئيس البرلمان مارتن شولتز أعلن انه لن يسمح سوى للسفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف وديبلوماسي آخر، بدخول البرلمان، رداً على منع روسيا 89 أوروبياً من دخول أراضيها، في قرار اعتبرته موسكو رداً على العقوبات الأوروبية المرتبطة بالنزاع الأوكراني. وقالت ناطقة باسم الخارجية الروسية: «بدأت حملة اضطهاد ضد الروس. يشعر المرء بأن البيروقراطية الأوروبية تعود أحياناً إلى عهد محاكم التفتيش» الدينية حيث كان مُتهمون بممارسة السحر والشعوذة يُطاردون ويُقتلون ويُحرقون خلال القرون الوسطى. وسألت: «ماذا بعد؟ محاكم دينية للديبلوماسيين الروس، يتبعها حرقهم على أوتاد في بروكسيل»؟ إلى ذلك، أطلق سلاح الجو الأميركي مسابقة رسمية لتطوير نموذج جديد من أنظمة الدفع الصاروخي ومواجهة «الحاجة العاجلة» لإنهاء اعتماد الولاياتالمتحدة على المحركات الروسية في إطلاق الأقمار الاصطناعية العسكرية وأقمار أجهزة الاستخبارات.