افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس حكومة الإمارات حاكم دبي أعلى برج في العالم (828 متراً) وأطلق عليه اسم رئيس الدولة حاكم أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأزاح ستارة كتب عليها «برج خليفة» بدلاً من برج دبي. وقال الشيخ محمد: «ان الإمارات ترسم نقطة ضوء على خارطة العالم الجديد». وتدفق سكان الإمارات مساء أمس على دبي لمشاهدة احتفالات افتتاح البرج، وتوقع مسؤولون واقتصاديون عرب وأجانب، أن يعيد البرج، الاستثمارات المباشرة، ويحرك عجلة الاقتصاد في الإمارة التي تضررت جراء أزمة المال العالمية. أعاد افتتاح «البرج» إلى أذهان الاقتصاديين الذين تحدثوا إلى «الحياة»، مساهمة برج «امباير ستيت» قبل نحو 80 عاماً، في تحريك الاقتصاد الأميركي الذي كان يعاني من كساد خانق وارتفاع كبير في معدل البطالة، من خلال استقطاب مئات العمال والفنيين وتحريك الاقتصاد. وتوقع مسؤولون من شركة «إعمار العقارية» المنفذة للمشروع، أن يستقطب «برج دبي»، المتوقع أن يتحول إلى معلم سياحي من الطراز الأول، بين 400 و500 سائح في الساعة الواحدة، لتحصد الشركة 27 إلى 36 مليون درهم سنوياً (7 إلى 9 مليون دولار)، عدا عن العائد الذي حصلت عليه من بيع الوحدات السكنية والمكاتب، التي أعلن الرئيس التنفيذي للشركة، أنها تجاوزت 10 في المئة من تكلفة البرج البالغة 1.5 بليون دولار. وأكد اقتصاديون أن افتتاح البرج يعطي «دفعة معنوية» للإمارة التي عانى اقتصادها من أزمة «مضاعفة» نتيجة حملة إعلامية مبالغ فيها، عن مدى انعكاسات تداعيات أزمة المال العالمية عليها. واعتبر رجل الأعمال الإماراتي سعيد العابدي، أن توقيت «افتتاح البرج» وتزامنه مع بداية عام جديد والذكرى السنوية الرابعة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الحكم في الإمارة «ضربة معلم»، من شأنها «مسح الصورة الخاطئة التي ظهرت عن دبي جراء تأجيل مؤسسة «دبي العالمية» جزءاً من ديونها. وحرص الرئيس التنفيذي لشركة «إعمار»، على التأكيد للصحافيين أمس خلال جولة لقمة البرج قبل ساعات من افتتاحه، أن شركته «لا تواجه مشكلة ديون»، وأنها لا تحتاج إلى الاندماج مع مؤسسات عقارية أخرى. وقال ل «الحياة» إن عائدات البرج ستدخل إيرادات «إعمار»، التي تراجع سهمها منذ اندلاع أزمة المال أكثر من 60 في المئة، وتنعكس في ربحيتها خلال الفصول الثلاثة الأولى من هذه السنة، علماً أن الشركة الإماراتية ستسلم الوحدات السكنية والمكتبية خلال الشهرين المقبلين. وتوقع أن ينعكس تنفيذ البرج إيجاباً على «مناخ الاستثمار في الإمارة، ويدعم القطاع التكنولوجي وفن التصميم المعماري فيها». وحرصت إمارة دبي على دعوة مئات الإعلاميين العرب والأجانب ووكالات الأنباء العالمية، لتغطية فعاليات حفل التدشين، في حملة ترويجية مكثفة للبرج، الذي يتوقع أن يدعم القطاع العقاري في الإمارة، الذي كان من اكثر القطاعات تأثراً من تداعيات أزمة المال العالمية.