دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة دول الجوار السوري إلى «التنسيق في ما بينها بعد تخاذل المجتمع الدولي والعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سورية إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب»، في وقت حض «المجلس الإسلامي السوري»، الذي يمثل مرجعية للفصائل المقاتلة بضرورة قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ووقف تقدمه في ريف حلب شمالاً. وقال خوجة: «في الوقت الذي يحقق فيه مقاتلونا الأبطال انتصارات حاسمة ويلحقون بالنظام خسائر استراتيجية. وفي وقت تحررت فيه بصرى الشام ومعبر نصيب وإدلب وجسر الشغور وأريحا واندحر النظام وفقد السيطرة على أكثر من ثلاثة أرباع سورية وباتت صور جنوده وهم يهربون بالمئات منظراً معتاداً ومكرراً، في هذا الوقت بالذات، أتى داعش لينوب عن النظام بعدما سلمه تدمر مع أكبر مخزون سلاح في سورية. أتى لينوب عنه في حمص، وينسق مع إرهابيي حزب الله في القلمون والمناطق الجنوبية. وأخيراً أتى لإنقاذ النظام المنهزم في حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية، والكتلة البشرية العملاقة بعد أن توجهت الأنظار لاستكمال تحريرها من يد النظام المجرم والاقتراب أكثر من حلم تحرير سورية كلها إثر انتصارات إدلب وأريحا». وتابع أن «تقدم داعش على طول المنطقة الشرقية للبلاد نحو السويداء ودمشق وحمص وحلب ليضع شعبنا وثوارنا ومقاتلينا بين فكي كماشة والعالم يتفرج ولا يتحرك كما فعل طوال 4 سنوات. لكن الصمت اليوم يعني تسليم سورية، كل سورية، نهائياً لتصبح مرتعاً لقوتين من أبشع قوى الإرهاب. لذلك نوجه نداء عاجلاً لدول الجوار للتنسيق في ما بينها بعد تخاذل المجتمع الدولي والعمل بيد واحدة والتدخل على الفور لمنع تحول جارتهم سورية إلى بؤرة لأبشع أنواع الإرهاب. ندعوهم لنجدة أحرار سورية بتأمين منطقة آمنة لهم كي لا يتحول طيران النظام إلى سلاح جو لتنظيم داعش الإرهابي». وأشار خوجة إلى أنه «لم يعد من المعقول ولا المقبول أن يترك شعب سورية في مواجهة الإرهاب المتعدد الأوجه بدءاً من إرهاب النظام وميليشيات إيران وانتهاءً بداعش. ومن غير المقبول أن يرى السوريون طائرات التحالف تمر فوق رؤوسهم، دون أن تكترث بذبحهم على يد تنظيم داعش، وتواصل طيرانها إلى مناطق أخرى لتضرب داعش في مناطق أقل تعرضاً للخطر» في إشارة إلى دعم التحالف إلى المقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) وشرق سورية، لافتاً إلى أن القوات النظامية ألقت على حلب 63 في المئة من «البراميل المتفجرة» ذلك أن «ما سقط على حلب يعادل قنبلة نووية دون أن يهتز ضمير العالم ودون أن تراها طائرات التحالف وهي تمر فوقها كل يوم». من جهته، اتهم «المجلس الإسلامي» في بيان تنظيمَ «الدولة» ب «العمالة للنظام والتحالف الدولي لإجهاض الثورة». وأضاف: «إن تنظيم الدولة فضلًا عن جنوحه الفكري، وغلوه المنهجي، جَمَعَ إلى ذلك العمالة للنظام وللقوى التي لا تريد للثورة السورية نجاحًا، ولم يعد خافيًا أن هذه القوى الثلاث: النظام وتنظيم الدولة والتحالف الدولي يوجد بينها تنسيق في كثير من المواقف». وأوضح «المجلس» أن هجوم التنظيم على ريف حلب الشمالي «جاء لإفشال خطة «جيش الفتح» في تحرير مدينة حلب من نظام الأسد، من خلال مهاجمتهم الثوار من الخلف»، مشيرًا إلى أن «تنظيم «الدولة» صُنِعَ لإجهاض ثورات الربيع العربي»، داعياً إلى وجوب قتال تنظيم «الدولة»، الذي وصفه ب «الفئة المجرمة المعتدية العميلة»، وحمّل جميع الفصائل المقاتلة مسؤولية ذلك، كما دعا جميع القوى الداعمة للثورة لدعم هذه الجبهات وإمدادها بكل ما تحتاج إليه. في طهران، رحب رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري جهاد اللحام الإثنين، «بالدور الفعال» الذي لعبه حلفاء دمشق، خصوصا إيران، في مواجهة المعارضة المسلحة والعقوبات الدولية التي تستهدف نظام الأسد. وقال لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إن «المواقف المشرّفة (لإيران) وأصدقاءنا في موسكو ودول البريكس لعبت دوراً فعالاً لمساعدة الشعب السوري في معركته ضد الإرهاب والعقوبات الاقتصادية المخزية التي تفرضها دول معروفة عربية ودولية».