غداة سيطرة جيش الفتح على مدينة أريحا الاستراتيجية آخر معقل لنظام بشار الأسد في محافظة إدلب بشمال غرب سورية، قال المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سالم المسلط: إن تحرير أريحا "يأتي استمراراً لسلسلة من الانتصارات على طريق تحرير كامل التراب السوري، فارضاً مستجدات لا بد للمجتمع الدولي والدول العربية من التعاطي معها بشكل يمهد لانتقال سياسي كامل، ومن ثم إعادة بناء دولة مدنية تحقق تطلعات أبنائها جميعاً". وأضاف المسلط "تحرير إدلب يزيد من فرص السقوط الحتمي لنظام الأسد"، مؤكدا ثقته بقوى المعارضة التي تدافع عن المدنيين وتلتزم بمبادئ الثورة وأخلاقها، وتحترم العهود والمواثيق الدولية، ومجددا ثبات موقفه السياسي حتى تحقيق أهداف السوريين وتطلعاتهم". يأتي ذلك فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جيش الفتح يواصل تقدمه بريف إدلب بعد سيطرته على مدينة أريحا. وقال المرصد إن الآلاف من قوات النظام، بالإضافة إلى مقاتلين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني كانوا يتحصنون داخل المدينة التي "لم تشهد اشتباكات حقيقية، لأنه لم يعد بإمكان النظام تحمل المزيد من الخسائر البشرية". في سياق متصل، قال مصدر أمني سوري في تصريحات صحفية أمس إن المناطق الحيوية الأساسية بالنسبة إلى النظام هي "دمشق، وحمص، وحماة، والساحل". أما إدلب فلم تعد من ضمنها، وهو ما يفسر انسحاب قوات النظام السريع من أريحا". كما أفادت مصادر بأن جيش الفتح لاحق فلول قوات النظام الهاربة، وأمطرها بمئات القذائف، مما تسبب في تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فيما أكد ناشطون أن الحالة المعنوية لقوات الأسد في هذه الحواجز منهارة. وكان التلفزيون السوري قد اعترف أول من أمس بسقوط مدينة أريحا الاستراتيجية والمتاخمة لتركيا في أيدي فصائل المعارضة، وقال نقلا عن مصدر عسكري قوله "قوات النظام انسحبت من مدينة أريحا بعد معارك عنيفة مع جبهة النصرة". من ناحية ثانية، اقتحمت ميليشيات وحدات الحماية الكردية، صباح أمس عدة قرى في جبل عبدالعزيز، غربي مدينة الحسكة، وقامت باعتقال العشرات من الأهالي. وأكدت مصادر، أنّ المنطقة تشهد حركة نزوح غير مسبوقة تخوفاً من الاعتقال، أو ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، وذلك بعد أن سيطرت الميليشيات على المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" في وقت سابق. في الغضون، وجهت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية ومنسقة المساعدات العاجلة للمنظمة الدولية، فاليري أموس، أول من أمس، نداء للقوى الكبرى من أجل وضع حد للنزاع المستمر منذ أربع سنوات في سورية. وقدمت أموس في تقريرها الأخير أمام مجلس الأمن الدولي قائمة بالأعمال الوحشية المستخدمة لترويع السكان، من قصف الأسواق وهجمات على منشآت طبية وعرقلة وصول المساعدات واستخدام الكلور. وأضافت أمام أعضاء مجلس الأمن "أعلم أنه لا إجابات أو حلول سريعة. لكن لا يمكننا التخلي عن السوريين ليواجهوا مزيدا من المآسي".