أشارت مجموعة من التقارير المتقاطعة التي تداولتها مواقع إلكترونية مهتمة بالتغيير المناخي أخيراً، أن محيطات الأرض تتحمّض في شكل لم يسبق له مثيل تاريخياً. ويُطلق تعبير التحمّض على إرتفاع نسبة حمض الكاربونيك، الذي يتوّلد من إمتصاص الماء لغاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يعتبر العنصر الأساسي في تلوث الهواء. واستشهدت بعض تلك التقارير بما خلصت إليه الندوة الدولية الثانية عن «المحيط في عالمٍ عاليةٍ فيه نسبةُ ثاني أُكسيد الكربون»، التي أنعقدت في موناكو قبل بضعة أسابيع. ولاحظ خبراء تلك الندوة أن تحمّض المحيطات يتسارع بمعدّل لم يسبق له مثيل، ما يُهدّد قدرة النظم الإيكولوجية المائية على الإستمرار. ويحمل ذلك الأمر نفسه تهديداً مماثلاً لعشرات الملايين من الناس. ونظّمت الاجتماع «لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات»، بمشاركة «اللجنة العلمية لبحوث المحيطات» و «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، و «البرنامج الدولي للغلاف الأرضي والمحيط الحيوي» ومجموعة أخرى من المؤسسات المتخصصة علمياً في شؤون البيئة المائية. وحضر الإجتماع 250 إختصاصياً في علوم البحار، جاؤوا من 32 بلداً. وتمتص المحيطات راهناً زهاء ثمانية بلايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ما يضاهي ثلث انبعاث ذلك الغاز من احتراق الوقود الأحفوري. وأضاف الخبير عينه قائلاً: «منذ بداية الثورة الصناعية، ازدادت حموضة المياه السطحية في المحيطات بنسبة 30 في المئة. وهذا التغيّر أكبر من التحمّضات السابقة التي حدثت على مدى ملايين السنين بمقدار 100 ضعف».