يتحصّن الأهلي بجماهيره التي ستملأ مدرجات مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة (الجوهرة)، مساء اليوم من دون أدني شك، لخوض معترك مهم وصعب في مشواره صوب دور الثمانية من دوري أبطال آسيا، عندما يلاقي نفط طهرانالإيراني في إياب دور ال16، بعد أن خسر الفريق الأهلاوي مباراة الذهاب بهدف من دون رد. الأهلي الذي تجرّع مرارة الخسارة أخيراً على يد نظيره نفط طهران، بعد أن صمد طوال الموسم من دون أية خسارة، على اعتبار أن خروجه من مسابقة كأس ولي العهد على يد القادسية جاء من نقطة الترجيح، يملك طموحات تعانق السماء لكسر عناد البطولة الآسيوية، التي بقيت عصيّة على الفريق الأهلاوي على رغم أنه أول فريق سعودي خاض غمار البطولة، وترى الجماهير الخضراء أن فريقها بات جاهزاً أكثر من ذي قبل لمنافسة حقيقية على تحقيق كأس البطولة، بعد أن خسر الرهان قبل أعوام عدة في المنعطف الأخير على يد أولسان الكوري الجنوبي في المباراة النهائية. المدرب السويسري كريستيان غروس يحظى بثقة الشارع الرياضي السعودي عامة وجماهير الأهلي على وجه الخصوص، بعد أن صنع فريقاً لا يقبل الخسارة بأي ظرف، ونجح في خلق توليفه رائعة جعلت الخطوط الخضراء الأكثر ترشيحاً لكسب أعتى وأصعب المواجهات، كما أن اعتماده على بعض العناصر الشابة أوجد دكة احتياط ثرية من شأنها ترجيح كفة الفريق متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، إذ بات سلمان المؤشر وصالح العمري وأمير كردي ركائز أساسية في مخططات السويسري غروس. الخطوط الخضراء تملك حلول هجومية ضاربة متى ما تأكدت مشاركة الهداف السوري عمر السومة، الذي لازمته الإصابة في الآونة الأخيرة، ما تسبب في تراجع خطورته في عدد من المباريات التي شارك فيها متحاملاً على الإصابة، فهو مهاجم نهاز ويجيد الاستفادة من أنصاف وأرباع الفرص، ويتفق النقاد الرياضيين على الخطورة البالغة التي يشكلها السومة وما تمثله من نسبة كبيرة في قوة الفريق، كما أن مجهودات تيسير الجاسم ومصطفى بصاص في منتصف الميدان، لها بالغ الأثر في هيمنة الكتيبة الخضراء على مساحات المستطيل الأخضر، إلى جانب تحركات الظهير الرائع المصري محمد عبدالشافي في الشق الأيسر، في الوقت الذي تعاني الخطوط الخلفية من التواضع وعدم القدرة على مواكبة حيوية الوسط والهجوم، إذ تتكرر هفوات متوسطي الدفاع أسامة هوساوي ومعتز هوساوي، وما زاد الأمور سوءاً تأرجح مستوى الحارس عبدالله المعيوف في الفترة الأخيرة، ما جعل المرمى الأخضر تحت الخطر في غالب المباريات، إذ تسبب في لوج أهداف سهله صادرت تفوق الفريق في غالب الأحيان. وعلى الطرف الثاني، يدخل فريق نفط المباراة بالطموحات ذاتها، بل ويتفوّق على مضيفه بعدد فرص التأهل، فالتعادل بأية نتيجة أو الخسارة بفارق هدف، خلاف نتيجة هدف من دون رد، تمنحه التأهل مباشرة إلى المرحلة الثانية، لذا لن يتردد المدرب علي رضا منصوريان في تكثيف مناطق المناورة منذ الصافرة الأولى سعياً إلى تضييق الخناق على لاعبي الأهلي في منتصف الميدان، وعدم إعطائهم حرية التحكم بالكرة قرب مناطق الخطر. فريق نفط كان على مشارف تحقيق لقب الدوري المحلي للمرة الأولى في تاريخه هذا الموسم، قبل أن يتعثر بالتعادل في الجولة الأخيرة ويخسر فرصة تحقيق البطولة، وعلى رغم ذلك يعد أفضل الفرق الإيرانية في الموسم الأخير، وقدّم مستويات كبيرة، جعلت مدرب المنتخب الإيراني يستدعي عدداً من لاعبيه لصفوف المنتخب في مقدمهم الحارس علي رضا والمدافع وحيد أميري، كما أن صفوف الفريق تضم نخبة من الأسماء البارزة في سماء الكرة الإيرانية، إلى جانب المدافع البرازيلي البارع بادوفاني، ولن يُسلّم الفريق الإيراني نتيجة المباراة بسهولة لأصحاب الأرض، إذ سيبلغ الصراع أشدة طوال الدقائق ال90 في مباراة الليلة، ما لم تمتد المواجهة إلى شوطين إضافيين، أو تحتكم إلى ركلات الترجيح، في حال انتهاء الأشواط الأصلية والإضافية بتقدم الأهلي بهدف من دون رد، وهي نتيجة مباراة الذهاب في إيران ذاتها.