«مقتل الرئيس المخلوع...» تتسلل هذه العبارة كل نهاية أسبوع لتأخذ لها «مُتَّكأً» في صدر هواتف السعوديين، بين «جمعة مباركة»، و«فضائل قراءة سورة الكهف»، و«بكرة دوام» المتبوعة بذاك الوجه الأصفر الحزين. وأضحت إشاعة مقتل علي صالح منذ انطلاق «عاصفة الحزم» وما بعدها «أسطوانة أسبوعية مكررة» في السعودية خصوصاً، ودول الخليج واليمن بشكل أعمّ، إذ تبدأ «الأماني» و«التوقعات» بالازدهار مع نهاية كل أسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول بذور خبر عن غارة جوية على مسقط رأس صالح، أو قصف يستهدف صنعاء إلى شجرة تنبت الإشاعات تنبئ بمقتل «الديكتاتور المخلوع». لكن اللافت ذلك الإصرار على انتشار «الإشاعة» ذاتها، كل أسبوع تقريباً، ومواصلة تداولها، لتلحقها بعد سويعات أخبار التكذيب والنفي، أو يخرج القتيل «شخصياً» لغرض النفي، لتكسر «الأماني» بسقوط «رأس الفتنة» - كما يعتبره كثيرون - كل أبواب الحذر والتروي لدى المتداولين. ويبدو أن الرغبة الشديدة والمشتركة لدى السعوديين واليمنيين لانتهاء الأزمة اليمنية تجعلهم يصدقون أو يتطوعون بالتصديق لعل الخبر يكون مفتاحاً لحل المعاناة الإنسانية في اليمن. وكان قصف لمقاتلات التحالف العربي استهدف منزله في العاشر من الشهر الجاري، زاد من زخم إشاعات مقتله، قبل أن يخرج على شاشات التلفزيون مثبتاً نجاته. وسبق أن تعرض في 3 حزيران (يونيو) 2011 لمحاولة اغتيال بتفجير قنبلة في مسجد القصر الرئاسي، تعرض فيها إلى الإصابة بجروح بالغة، خضع على إثرها لجولة علاجية طويلة تكللت بالنجاح. وعلى رغم أن صالح نجا من الموت مرات عدة، إلا أنه ربما يدخل في منافسة شرسة مع «عزت الدوري» و«بشار الأسد» و«حسني مبارك» في عدد المرات التي مات فيها من دون أن يموت.