«مبارك» ينقل إلى مستشفى في تبوك السعودية.. الرئيس المصري السابق يدخل غيبوبة.. «حسني» يبكي على السرير الأبيض.. أنباء عن وفاة حسني مبارك.. هذه العناوين لصحف ومواقع إلكترونية وورقية جعلت من مبارك «نجم الإشاعات الأول» للعام الماضي 2011، بعد أن سقط نظامه على إثر ثورة 25 يناير. واعتقلت أشرطة «عاجل» الإخبارية على القنوات تلفزيونية سيف الإسلام القذافي مرات عدة، قبل أن تظهر حقيقة «أخطائها» مرة تلو أخرى، في طريقة تشبه قصة «الراعي الكذاب والذئب».. حتى لم يُصدق الخبر الحقيقي حين وقوعه، إلا بعد خروج نجل القذافي الأكبر ب«يد ناقصة» في تسجيل بالصوت والصورة يدعم صدق الخبر. وزحزحت أنباء اعتقالات والقتل «الخاطئة» لشخصيات مهمة خلال الثورات «مصداقية» قنوات شهيرة، في حين صعدت قنوات أخرى أكثر دقة إلى «منصة» ثقة المشاهد. «أنباء»... ربما كان هذا المصطلح الأكثر وقوعاً تحت نظر العين في الشهور الماضية، بدءاً من اندلاع «ثورة الياسمين» وهروب زين العابدين بن علي وانقلاب الجيش التونسي، ومروراً بالثورة المصرية ومخاضاتها المستمرة حتى الآن، ووصولاً إلى القذافي وأبنائه الذين نالوا قسماً وافراً من الإشاعات، وليس انتهاء بما لاحق علي عبدالله صالح الذي خرجت بعد محاولة اغتياله عشرات الإشاعات والأقاويل، سواء كانت عن حياته ومماته، أو حالته الصحية، بل امتدت الروايات إلى آلية اغتياله، إن كان صاروخاً أو عبوة ناسفة، أو انتحارياً. وربما كانت الأرقام «اللبانة الأسهل» في أفواه مروجي الإشاعات ومضخمي الحقائق أو الأكاذيب، من ثروة تقدر ب70 بليون دولار للرئيس المصري المخلوع، وعن بلايين الدولارات التي هربتها «ليلى الطرابلسي»، إلى مئات البلايين في أرصدة القذافي وأعوانه. ولم يسلم بشار الأسد من لوثة «المؤيدين على استحياء»، الذين برر بعضهم ما يحدث من مجازر في سورية، بأن الرئيس «معزول» و«لا يملك القرار»، وأن بطانته هي من تفعل الأفاعيل بالسوريين. حتى أولئك الذين لم تندلع الثورة لديهم، طالت رئيسهم الإشاعة، عندما خرجت قنوات ومواقع إلكترونية تنعي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. لكن يبقى «تويتر» المستنقع الأكبر والأحدث للإشاعات خلال ما يسمى «الربيع العربي»، وهو ما اعتبره مراقبون سبباً للإقبال الضخم على متابعته.