طالب مدير المتاحف والآثار في سورية مأمون عبدالكريم اليوم (الخميس) المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي، بعدما سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال عبدالكريم: "للأسف، وبكل حزن تدمر اليوم تحت سيطرة مجموعات داعش الإرهابية. هذه خسارة لكل الإنسانية وللحضارة العالمية أمام الهمجية". وأضاف: "أناشد المجتمع الدولي، لا تكونوا متقاعسين أكثر من ذلك يكفي من التقاعس (...) طالما أن التراث السوري هو تراث إنساني، فعلى المجتمع الدولي أن يتحرك ويمنع التهريب والتدمير بحق التراث". ويطلق على تدمر اسم "لؤلؤة الصحراء" وهي معروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها، كما أن هذه الآثار واحدة من ستة مواقع سورية أدرجتها "منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي للإنسانية. واعتبر عبدالكريم أن "معركة تدمر هي معركة عالمية"، وأنه "كان من المفروض من كل دول العالم المشاركة لمنع قوافل داعش وجحافله من التقدم نحو المدينة" التي وصفها بأنها "مدينة لكل دول العالم". وقال المسؤول السوري الذي دأب على التحذير من مغبة سقوط المدينة بين أيدي التنظيم المتطرف بسبب سوابق له في تدمير مواقع أثرية تاريخية وجرفها في مناطق أخرى من سورية والعراق، أنه "في حال تم إخراجهم بالقوة، ستتحول المدينة إلى ساحة معركة وإن بقوا في المكان فلن يمكننا التفاهم مع هؤلاء البرابرة حول حماية التراث والثقافة، وسيدمرون الآثار". وحذرت المديرة العامة لمنظمة ال "يونيسكو" الخميس من أن تدمير مدينة تدمر الأثرية السورية، إن حصل، فسيشكل "خسارة هائلة للبشرية". واعتبر عبدالكريم أن "المدينة تحولت للأسف إلى رهينة"، مشيراً إلى أن إنقاذها "لم يعد بيد المختصين بل في عهدة رجال السياسة والجهات العسكرية". وأكد أن السلطات كانت اتخذت إجراءات لنقل مئات القطع الأثرية والتماثيل من تدمر ووضعتها في مكان آمن، "ولكن كل الخوف على القطع الضخمة كالمعابد والمدافن". وقال أن مصير تدمر "الآن في المجهول". وكانت تدمر قبل اندلاع الأزمة السورية عام 2011، الوجهة الأساسية للسياح في سورية، إذ كان يزورها سنوياً أكثر من 150 ألف سائح. واستكمل تنظيم "الدولة الإسلامية" الليلة الماضية السيطرة عليها بعد معركة استمرت ثمانية أيام وتسببت بمقتل 462 شخصاً غالبيتهم من قوات النظام والجهاديين.