سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على ثلث مدينة تدمر بعد «فرار» القوات النظامية السورية، ما وضعه على بعد أمتار من الآثار التاريخية وسط البلاد. (للمزيد) وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «تمكن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر ولاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة التي تمثل ثلث المدينة». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» بأن قوات النظام «فقدت عدداً من معاقلها الرئيسة نتيجة الهجوم الذي يشنه التنظيم في تدمر، الذي تمكن من السيطرة على مبنى فرع أمن الدولة ومديرية المنطقة ومدرسة أذينة ومبنى الفرن الآلي في مدينة تدمر، بعد مواجهات ضارية مع قوات النظام». كما تقدم التنظيم الى الحي الأوسط حيث يجول بعض المسلحين في الحي قرب الساحة العامة، كما هرب عناصر النظام من حاجز خطاب في الحي الشرقي من أماكنهم باتجاه فرع الأمن العسكري، وفق الشبكة، وبات التنظيم «على بعد مئات الأمتار من المعالم الأثرية في المدينة التي أبدت جهات دولية مخاوف من تعرضها للتدمير في حال وصول التنظيم إليها». وأقرّت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بدخول التنظيم المدينة، إذ أوردت أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تتصدى للمجموعات الإرهابية التي تسللت إلى أطراف الحي الشمالي للمدينة وتوقع بين أفرادها قتلى ومصابين»، مشيرة إلى ميليشيا موالية للنظام أجلت مواطنين من المدينة. وقال المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم، إن «الوضع سيئ جداً»، معرباً عن قلقه حيال مصير المعالم الأثرية في جنوب غربي المدينة المعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي. وعبرت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا في باريس، عن «قلقها الشديد» إزاء دخول «داعش» القسم الشمالي لمدينة تدمر السورية، ودعت الى وقف «فوري» للنار. الى ذلك، أطلقت «جبهة النصرة» في القلمون شمال دمشق قرب حدود لبنان سراح 27 عنصراً من «داعش» بعد إلقاء القبض عليهم. وأضافت أن «المحكمة الشرعية قضت بإطلاق سراح المعتقلين بعد التأكد من عدم تورطهم في قتال الثوار». وقال «المرصد» أمس إن الكتائب الإسلامية دمرت دبابتين لقوات النظام في محيط بلدة كفرنجد جنوب غرب مدينة أريحا في إدلب وسيطرت على البلدة بعد يوم من سيطرة «جيش الفتح» على آخر المعاقل العسكرية للنظام في ريف إدلب، في وقت قال نشطاء معارضون إن مقاتلي «جيش الإسلام» سيطروا على حاجز السوق على أطراف حوش الخياط، آخر نقطة للنظام على خط الدفاع الأول ل «اللواء 39» شرق دمشق.