سيطر مقاتلو «داعش» أمس على الجزء الشمالي الذي يشكل ثلث مدينة تدمر الأثرية، بحسب ما أكد ناشطون وشبكة شام الإخبارية. واعتبر المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبدالكريم أن «الوضع سيئ جداً»، معرباً عن قلقه حيال مصير المعالم الأثرية في جنوب غرب المدينة المعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي. وأضاف «يكفي أن تتمكن خمسة عناصر من التنظيم من الدخول إلى المعالم كي يدمروا كل شيء»، مناشدا المجتمع الدولي للتحرك من أجل حمايتها. وأكد عبدالكريم أن «مئات التماثيل والقطع الأثرية تم نقلها من متحف تدمر إلى أماكن آمنة» لكن القطع المعلقة على الجدران وتلك التي يصعب حملها بقيت هناك. ويأتي هذا الهجوم للتنظيم بعد استيلائه صباح أمس على مبنى مخابرات أمن الدولة على حاجز في المنطقة بالقرب من أحد الأبنية الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة. وقال المصدر الأمني إن عناصر التنظيم «دخلوا إلى عمق معين ضمن الحي الشمالي لمدينة تدمر»، مشيراً إلى «أن القتال يجري في عدد من الشوارع». وحول احتمال وصول عناصر التنظيم إلى المدينة الأثرية، أجاب المصدر «إنها حرب شوارع ومن الصعب تحديد خطوط التماس»، مشيراً إلى أن «جميع الاحتمالات مفتوحة». وقال أحد سكان المدينة الذي عرف عن نفسه باسم خالد الحمصي «إن الناس خائفة جداً من القادم»، مضيفاً عبر الإنترنت أن «حركة السير خفيفة جداً والناس تشعر بالقلق». وفي حلب واصلت طائرات الأسد قصف أحياء المدينة بالبراميل المتفجرة، وقال مركز حلب الإعلامي إن المروحيات أسقطت أمس برميلا متفجراً على حي قاضي عسكر أدى لدفن عائلة كاملة مؤلفة من 10 أشخاص دفنت تحت الركام، وأفاد المركز بأن برميلا متفجرا سقط على حي البلاط أوقع سبعة قتلى بينهم أطفال. وفي ريف دمشق أكدت شبكة شام الإخبارية أن جيش الإسلام سيطر على كامل خط الدفاع الأول للواء 39 على أطراف الغوطة الشرقية الممتد من بلدة ميدعا حتى تل كردي، وذلك بعد أن تمكنوا من السيطرة على آخر نقطة على خط الدفاع الأول للواء وهو حاجز السوق الذي يقع على أطراف بلدة حوش الخياط، وخط الدفاع الأول مكون من 3 حواجز و5 نقاط تمت السيطرة عليها جميعاً.