دقّ أعضاء مجلس الشورى ناقوس الخطر حول سلامة المنتجات الغذائية والزراعية المستخدمة في السعودية، بعد تأكيدات العضوين الدكتور منصور الكريديس والدكتور طارق فدعق المدعمة بالأدلة التي تثبت وجود بقايا مبيدات في المنتجات المحلية أعلى من المسموح به عالمياً، ووجود مادة الزرنيخ في بعض أنواع الرز، وعرّفه العضو فدعق ب«السم الهاري» و«ملك السموم» و«سم الملوك». ولم يختلف غالبية الأعضاء بما فيهم اللجنة الصحية بالمجلس في جلسة أمس (الإثنين)، على أهمية التوصيات الإضافية التي تقدم بها العضوان الكريديس وفدعق، ونجح الأول في إقناع المجلس بقبول توصيته التي طالب فيها هيئة الغذاء والدواء بتنفيذ برنامج سنوي لرصد بقايا المبيدات في الأغذية، خصوصاً بعد أن كشف عن استيراد المملكة في عام 2011 لستة ملايين لتر من المبيدات السائلة، و1800 طن من المبيدات الصلبة، وتقرير من منظمة الصحة العالمية يحذّر من خمسة مبيدات يُستخدم واحد منها في المملكة. فيما سقطت توصية فدعق المطالبة بفحص الأزر لخلوّه من مخاطر «الزرنيخ» بعد كشفه عن دراسة أميركية حديثة تثبت أن مياه بعض دول آسيا ملوّثة بالزرنيخ الموجود في طبقات الأرض المختلفة، التي يزرع فيها الرز، وينتقل إلى هذا السمّ إلى المستهلك، بيد أن سقوط توصية فدعق كان بسبب وجود دراسة مماثلة لدى هيئة الغذاء والدواء عن سمّ الزرنيخ والرز ستفصح عنها بعد ستة أشهر بحسب تأكيدها لرئيس اللجنة الصحية الدكتور سطام لنجاوي. واتفق أعضاء المجلس على ضرورة أن تنتقل صلاحيات هيئة الغذاء والدواء من الجهات الحكومية الأخرى إليها في أقرب وقت، وزاد أعضاء الشورى من طرح الأمثلة التي تكشف سوء الأمن الصحي للغذاء والدواء غير الخاضع للرقابة، بسبب تقاعس أو ضعف أداء الأجهزة الحالية الموكلة برقابة الغذاء والدواء. وفي السياق ذاته، ضرب ثلاثة أعضاء أمثلة تبين الخطر المحدق بصحة المواطن، إذ قال اللواء عبدالله السعدون: «إن الصيدليات أصبحت مثل البقالات في صرف الدواء وبعض الأغذية من دون حسيب أو رقيب»، أما الدكتورة فردوس الصالح فحذّرت بشدة من بعض أنواع الحلويات التي تباع للأطفال، وتحوي مواد خطرة جداً من دون أن يوضح مدى السميّة في تلك الحلوى، فيما أكد الدكتور عبدالرحمن العطوي بسبب قربه من المزارعين أن كثيراً من المنتجات الزراعية تصل إلى المستهلك النهائي من دون فحصها، كما أن هناك حالات ضبطت لمنتجات تسقى بمياه ملوّثة. وعاد طارق فدعق مرة أخرى ليطالب بالتوعية بالمواد المسببة للحساسية على المنتجات الغذائية، وقال: «على رغم أن بعض تلك المواد طبيعية، مثل بعض منتجات الحليب أو الفول المدمس وغيرها، إلا أن بعضها يمكن أن يسبب جلطات، ولا يتحملها كبار السن»، إلا أن اللجنة الصحية رفضت مطالبته، لأن هيئة الغذاء والدواء أصدرت تعميمين يلزمان المصنعين بنشر مسببات الحساسية وعدم التزام بعضهم ليست مشكلة الهيئة. حجة خطر إسرائيل أقوى من «كارثة السيول» استشعر أعضاء مجلس الشورى الخطر الصهيوني على المنطقة، بحسب تعبيرهم، عند عرض توصية تقدم بها العضو الدكتور طارق فدعق طالب فيها بدرس استخدام تقنية المركبات ذات التحكم عن بعد (شاملة الطائرات من دون طيار) في أعمال الأبحاث الجيولوجية واستكشاف المصادر البيئية. وقال الدكتور طارق فدعق: «هذه التقنية تستخدم في معظم الدول بعد أن اخترعها إسرائيلي من أصل عراقي». وبعد أن أكد فدعق أهمية استخدام هذه التقنية التي كانت تستخدم سابقاً لأغراض حربية، قام المهندس اللواء ناصر العتيبي بالتحذير من الخطر الإسرائيلي الذي سبق وأن أرسل منصات فضائية عالية الدقة لرصد طبوغرافية الأراضي العربية وما بها، مؤكداً أهمية توصية فدعق لدعم هيئة المساحة الجيولوجية في اكتشاف علوم الأرض ورصد الكوارث للتنبؤ بالسلوك المعادي، والرصد الفضائي الأمني لمسارات الطرق التي يمكن التنبؤ بسلوكها من جهات معادية. ومن حجة خطر بني صهيون إلى حجة خطر السيول، فشل العضو الدكتور خالد العقيل في إقناع المجلس بمطالبته هيئة المساحة الجيولوجية بتوفير خرائط جيولوجية توضح مسارات السيول كي لا تتكرر كارثة سيولجدة، خصوصاً وأن التنسيق بين الأمانات والهيئة تم بعد حدوث الكارثة لتجنب الأخطار مستقبلاً. وطرح العقيل تساؤلات عن المخططات التي بنيت في مجاري السيول، مستدلاً بتقرير نشر في «الحياة» أول من أمس الأحد، عن 4 ملايين متر مربع غير صالحة للاستعمال، وطالب برسم خرائط للمناطق السكنية الآمنة، إلا أن اللجنة المختصة في المجلس رفضت مطالبة العقيل بحجة وجود تعميمين من وزير البلدية والشؤون القروية تفيد بألا يعتمد أي مخطط سكني إلا بعد تصريح هيئة المساحة بذلك.