ما إن تلوح إجازة حتى يسيطر هاجس «القلق من الزحام» الذي تعيشه المنافذ البريّة المؤدية لدول الخليج إلى أذهان المسافرين السعوديين، لتبدأ أصابع الاتهام تشير إلى ناحية الجمارك، كأحد الأسباب في التأخير، لكن الصورة تغيّرت بعد إعلان وزارة الداخلية إحباط مفتشي جسر الملك فهد أول من أمس محاولة تهريب 30 كيلو غراماً من المواد شديدة الانفجار قادمة من البحرين. ورغم ما يتعرض له المفتشون في الجمارك من نظرة عتب موجهة إليهم من أفراد المجتمع بسبب ما يأخذونه من وقت في أداء عملهم لإدخال أو إخراج المسافرين، إلا أن ذلك لن يحول بينهم وبين أداء عملهم على أكمل وجه، ومنع الممنوع من العبور. وأوضح «أحد المفتشين» العاملين في منفذ جمرك الخفجي أنهم أثناء ممارستهم مهامهم في تفتيش المركبات بالأساليب المعتمدة لديهم، قد يعرّضهم الأمر إلى الخطر، رغم اختلافها من منفذ لآخر، مؤكداً تعرّض المفتشين إلى تهديدات من المسافرين. وأكد أن ذلك لا يسمح للمفتش بالدفاع عن نفسه حال تعرّضه للتهديد أو الاعتداء اللفظي أو الجسدي، بل يقتصر الأمر على الرفع به إلى الجهات الأمنية. وأكد في حديثٍ ل «الحياة» أن المفتشين يتعاملون مع بضائع وأدوات ممنوعة، وأخرى مقيّدة، موضحاً أن المخدرات والمسكرات والأسلحة الخفيفة والمتفجرات والصواعق الكهربائية وأجهزة الليزر من الممنوعات، أما المقيّد فيسمح بدخوله لكن بتوافّر شروط وضوابط، ومثال لذلك «الطيور والأغنام والكميات التجارية بشكل عام»، لافتاً إلى أنه على كثرة المسافرين وما يحملونه من أغراض يطلب من المفتشين سرعة العمل ودقّة التفتيش والتعامل مع المسافرين بكل هدوء. ونفى أن يكونوا سبباً في تعطيل مسارات المسافرين أو تأخيرهم، وقال: «الموظف الجمركي يعمل ثماني ساعات يومياً، ويقوم بعمل فوق طاقته، بسبب وجود نقص في عدد الموظفين». وأضاف «نعمل في بعض الأوقات 12 ساعة متواصلة». وأشار إلى أن المكافآت المرتبطة بالضبطيات قليلة، كذلك تأخر صرفها، موضحاً أنها لا تزيد عن 20 في المئة من قيمة الغرامة، إذ توزّع بين من قاموا بعملية الضبط. وأكد موظف آخر يعمل في منفذ جمرك الحديثة، ل «الحياة» أن موظفي الجمارك يتهمون ب»المقصرين»، ويصل ذلك إلى النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية. كاشفاً أن المكافآت التي يتم رصدها بناءً على المضبوطات يتأخر صرفها فعلاً، ويصل ذلك إلى ما بعد انتهاء القضية. وأوضح أنه لا يوجد آلية أو سياسة معيّنة بشأن تصوير الموظفين مع تغطية وجوههم حال ظهورهم في الصور التي توثّق الضبطيات ونشرها عبر وسائل الإعلام، موضحاً أن ما يظهر منها، والموظفين كاشفي الوجوه، يعتبر اجتهاداً من الموظفين أنفسهم، ويتم نشره وتناقله من طريق مجموعات واتساب فيما بينهم. ولفت إلى أن الضبطيات تختلف ما بين المنافذ، ويكثر في الشمال «حبوب الكبتاغون» أما الجنوب «الأسلحة والحشيش» أما المنطقة الشرقية «الخمور أو أسلحة الصيد».