هاجم الباحث المتخصص في التخطيط والنمو السكاني الرمضي العنزي دور بعض الإدارات الحكومية المختصة بآلية التنفيذ والتعامل مع الأخطار، لحصر عملها في مجابهة الكوارث بعد حدوثها، لا قبل أن تقع، مشيراً إلى تغييب هذه الجهات الآليات المناسبة لمنع وقوع الكوارث أو التخفيف من أثر وقوعها. وقال العنزي :«إن السيول والأمطار التي تمرّ بها معظم مناطق المملكة هي رحمة من الله لإغاثة البلاد والعباد، «لكن ما حدث في جدة مثلاً من كارثة، لم يكن بسبب كميات الأمطار، وإنما لسوء تنفيذ مشاريع البنية التحتية التي خصصت لها الدولة بلايين الريالات»، ملقياً باللوم على الجهات الرقابية، المسؤولة عن مراقبة تنفيذ هذه المشاريع. وأضاف: «كل ما تفعله هذه الجهات هو تقديم تقارير سنوية». مشاريع الدولة، وما حدث في جدة ليس سوى نتيجة رداءة التنفيذ وتعثّره والفساد الإداري وضعف الجهاز الرقابي». وانتقد بعض آليات التخطيط للنمو السكاني والبيئي في السعودية، متسائلاً: «أين الاحتياطات من الكوارث؟ هل يجب أن تقع الكارثة حتى نستيقظ من سباتنا العميق؟»، مؤكداً أن ما حدث في جدة يعني فقدان «التخطيط الاستقرائي للنمو»، مؤكداً وجود مخططات تمت إجازتها وتنفيذها بشكل سريع، على رغم علاتها، وبعضها في بطون أودية، والسبب وجود هدف الربح المادي، بغض النظر عما يعقب ذلك من نتائج، مشيراً إلى «أننا بحاجة إلى جهاز تنفيذي قادر على الإشراف والمتابعة». ورأى الباحث المختص في التخطيط والنمو السكاني أن مدينة عرعر تقع في منطقة منخفضة تتخللها أودية عدة، تحتاج من الجهات المختصة إلى بذل المزيد من التخطيط واستقراء المستقبل للتمدد العمراني والنمو السكاني واخذ الاحتياطات لظروف البيئة». وأشار إلى أن من النادر جداً أن تتعرض المنطقة لأمطار من دون وقوع ضحايا بشرية ومادية، ملقياً أيضاً باللائمة على عدم اتباع المواطنين التعليمات والتحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني. واقترح العنزي حلولاً لمجابهة أخطار السيول، منها التخطيط العمراني الواعي للنمو السكاني، ووجود جهاز تنفيذي مؤهل قادر على تنفيذ المشاريع للبنى التحتية بدقة وأمانة، ووجود جهاز رقابي مؤهل للرقابة على المشاريع، فضلاً عن وجود جهاز تنسيقي بين الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع، وأخيراً توعية السكان.