شيّع مسؤولون وأكاديميون عراقيون أمس الإثنين، رئيس معهد صحافة الحرب والسلام عمار الشابندر الذي قُتل بتفجير سيارة مفخخة في منطقة الكرادة السبت، فيما أعربت لجنة الأمن والدفاع النيابية عن قلقها من استمرار تكرار الخروقات الأمنية، لا سيما مع وجود اعترافات من قبل معتقلين ينتمون إلى «داعش» بوجود مخطط لديهم لاستهداف العاصمة. وانطلق موكب تشييع الشابندر من المنطقة الرئاسية في بغداد بمشاركة زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم وعدد من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية والسياسية. وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي في تصريحات على هامش التشييع، إن «استشهاد الشابندر خسارة كبيرة للعراق والعائلة الإعلامية»، وعبّر عن مخاوفه من استمرار العنف في بغداد وقال «اليوم عمار ويوم غد نحن وغيرنا بعد غد». ودعا إلى «تحمّل السلطات مسؤولياتها في أن تكون أكثر حرصاً على أرواح المواطنين من المفخخات التي ازدادت وتيرتها مؤخراً». واعتبر أن «الفترة القادمة تحتاج مزيداً من العمل»، فيما حمّل عميد كلية الإعلام هاشم حسن «الكتل السياسية وخلافاتها مسؤولية الخروقات الأمنية». وتابع: «هذه جريمة تعد عاراً بوجه الإرهابيين والمفسدين وكل الذين فشلوا في فرض الأمن على الأرض لذلك نقول كلا للإرهاب كلا للفساد وكلا للصراعات السياسية». ودعا «السياسيين إلى الالتفات إلى أرواح الناس وإيقاف نزيف الدم». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وقّع أمراً سابقاً بأن تكون منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد منزوعة السلاح وذلك على خلفية اشتباكات شهدتها الكرادة بين مسلحين ينتمون إلى فصائل مسلحة بعد قيام إحدى المجموعات بخطف عباس المحمداوي وهو زعيم إحدى الفصائل الشيعية التي تتخذ من الكرادة مقراً لها. وقتل مدير معهد صحافة الحرب والسلام في تفجير منطقة الكرادة مساء السبت وسط العاصمة والذي أدى أيضاً إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 35 شخصاً. ويُعد هذا التفجير ضمن سلسلة شهدتها بغداد خلال الأيام القليلة الماضية بعد أشهر من الهدوء النسبي غابت عنها التفجيرات. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي ل «الحياة»، إن «عدم القيام بإجراءات حازمة مع تكرار التفجيرات يعطينا صورة مظلمة عن الوضع». وأضاف أن «اعترافات بعض ممن تم اعتقالهم من داعش تحدثت عن وجود مخطط للتنظيم لاستهداف العاصمة بغداد من خلال استغلال انشغال قيادة عمليات بغداد بالعمليات العسكرية في الكرمة وعدم اضطلاع وزارة الداخلية بدورها بشكل صحيح». واتهم وزارة الداخلية بالقصور في تأدية مهماتها الأمنية ومنع تكرار هذه الخروق»، كما اعتبر أن «إلقاء الجهات المعنية كلاً منها المسؤولية على الأخرى أحد أسباب هذه الخروقات لذلك سيتم في لجنة الأمن والدفاع استضافة وزير الداخلية وقائد عمليات بغداد بهدف تحديد المسؤوليات والصلاحيات بهدف ضبط ملف الأمن في العاصمة خاصة مع وجود تهديد تنظيم داعش على بغداد وذلك لما تعنيه العاصمة للتنظيم». ودعا «إلى تكثيف الجهد الأمني والاستخباري ونصب الكاميرات فضلاً عن متابعة ملف أجهزة كشف المتفجرات». وعما يواجهه نازحو الأنبار من اعتداءات، أكد «وجود بعض الشباب المجندين مع النازحين هم من يقوموا بمثل هذه الأعمال بهدف خلق الفتنة والتوتر». واستضافت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مستشار الأمن الوطني فالح الفياض للتباحث في شأن التطورات الأمنية في بغداد.