فيما أعلنت محافظة الأنبار تراجع المعارك في مدنها واقتصارها على الصقلاوية والفلوجة، ضربت سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات 10 أحياء في بغداد، إضافة إلى تكريت وبعقوبة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى. إلى ذلك، هدد رئيس الحكومة نوري المالكي بقصف أي منزل تطلق منه النار على الأجهزة الأمنية. ودعا زعيم عشائر الدليم، رئيس «المجلس العسكري في الفلوجة» الشيخ علي الحاتم، الأكراد والصدر إلى «زيارة الأنبار لمعرفة الحقائق». وقال المالكي في خطابه الأسبوعي أمس: «إن الحرب على الإرهاب عملية اصطفاف يقودها العراق إلى جانب العالم الحر، ضد انتهاكات لا يمكن السكوت عنها». وأضاف: «أن جميع الشعوب والمنظمات إلى جانبنا في مواجهة الإرهاب، عدا الذين ألقوا زوارقهم في برك الدم، فنحن نقاتل دفاعاً عن العالم والإنسانية والعدالة». وحذر من يقف مع «القاعدة» من أنه «سيكون جزءاً من الاستهداف، والبيت الذي تخرج منه النار على الأجهزة الأمنية سيكون هدفاً لنا». في غضون ذلك، تعرضت بغداد ومدن أخرى، بينها تكريت وبعقوبة، لسلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة خلفت عشرات القتلى والجرحى. وتركز الهجمات في بغداد، حيث تعرضت أحياء الصدر والكرادة وساحة الأندلس، والشعلة وجكوك، والحسينية، وشارع فلسطين، والشعب، لسلسلة تفجيرات خلفت أكثر من 100 قتيل وجريح. واعتبر سياسيون الهجمات محاولة من تنظيم «داعش» لنقل المعركة من الأنبار إلى العاصمة. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النائب شاكر الدراجي في تصريح إلى «الحياة»: «إن التفجيرات التي ضربت بعض مناطق العاصمة، ومدناً أخرى رد فعل على عمليات عسكرية نوعية دكت مخابئ الإرهاب في محافظة الأنبار وحواضنه». وأكدت عضو مجلس محافظة الأنبار نهلة الراوي ل «الحياة» أن «العمليات العسكرية بدأت تنحسر تدريجاً في المحافظة، والقتال الأعنف يدور الآن في منطقة الصقلاوية، وهناك اشتباكات متقطعة في الفلوجة». وأردفت: «أن العائلات النازحة بدأت بالعودة لكن هناك شكاوى من استمرار سقوط قذائف في بعض الأحياء السكنية». وكانت وزارة الدفاع، أعلنت عن تنفيذ الطيران العسكري أكثر من 230 طلعة فوق محافظة الأنبار وقصَفَ أهدافاً لتنظيمي «القاعدة» و «داعش». وجدد الحاتم في حديث إلى «الحياة» أمس تأكيده عدم وجود «داعش» في الفلوجة، وقال: «إن العمليات العسكرية في الأنبار هي ضد أبناء العشائر وليس ضد تنظيم داعش»، ولفت إلى أن «هناك مخططاً لاستنساخ السيناريو السوري وهذا ما لن نسمح به أبداً». وزاد: «ندعو الأكراد والتيار الصدري والمنظمات الدولية للدخول إلى الأنبار ومعرفة الحقائق».