أنتجت كارثة جدة جوانب إيجابية عديدة، على رغم المآسي التي خلفتها في غالبية منازل المحافظة، منها ظهور النواحي الإنسانية الجميلة في المجتمع، ولعل آخرها مشروع «مواساة - مرحلة ما بعد الصدمة» الذي أعلن عن انطلاقته أمس في مؤتمر صحافي في «جامعة عفت» تحت مظلة جمعية «اكتفاء» الخيرية، وبمشاركة جهتين عالميتين في إدارة الكوارث، وليؤكد القائمون عليه أنه ليس حملة إغاثية بل مشروعاً تأهيلياً ل 1000 أسرة متضررة. وأوضح مؤسس ومدير مشروع «مواساة» شرف الدباغ ل«الحياة» أن عملهم مكمل لمرحلة الإغاثة التي قدمها المجتمع المدني من أفراد وشركات لمنكوبي السيول، مشيراً إلى أنهم يعتمدون على تطبيق أحدث البرامج لحصر المتضررين وتأهيلهم للعودة إلى حياة أفضل بصورة مستدامة. وقال: «إن المشروع يغطي نحو 1000 عائلة تضررت في أحياء « قويزة» و«أم السلم»، أضافة إلى إعداد قائمة بيانات فائقة الدقة، توضح حاجات الأسر، ومن ثم تقديم المساعدات والخدمات لهم من طريق بطاقة إلكترونية ممغنطة تضمن تلقي المتضررين المساعدات بصورة عادلة ومنتظمة». وذكر الدباغ أن مشروع «مواساة» ليس حملة إغاثية بل مشروعاً تأهيلياً، يعمل وفق أطر محددة، عالية الدقة نحو أهداف واضحة، منها المساندة الآنية، والارتقاء بمستوى الدخل للأسرة وخفض معدل البطالة، والنمو بالحي المستهدف بصورة مستدامة، وكذلك تسليط الضوء على نوعية وأهمية مشاركة القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية كماً وكيفاً أثناء الكوارث. وأوضح الدباغ أن المشروع ينقسم إلى قسمين، الأول عيني خدماتي ويتضمن تقديم مواد استهلاكية لفترة محددة، ويعتمد على تكوين ملفات عن الوضع الحقيقي المعيشي للأسر المستهدفة (طبياً، ونفسياً، ومعاشياً، وتأهيل مساكن)، ثم ترسل قائمة الحاجات بعد تحليلها إلى مؤسسات القطاع الخاص والعام لتقديم المساندة كل بحسب تخصصه، مشيراً إلى أن القسم الثاني برنامج متميز باسم «بناء القدرة» ويسعى إلى بناء قدرات الأسر «المتضررة» وتحويلها من أسر معتمدة على المعونات إلى أسر منتجة ومكتفية ذاتياً (بمعدل 2إلى 5 أفراد لكل أسرة). وأفاد أن المشروع سيستعين بفريق من الاستشاريين العالميين ومجموعة من الشباب المحليين المتطوعين المدربين جيداً من أجل تشكيل ورش عمل فورية في المنطقة المستهدفة مهمتها تأهيل المتضررين ونقلهم كأسر من حالة الاحتياج إلى حالة الإنتاج، وأكد أن المشروع سيستفيد من خبرة الشركاء الإستراتيجيين وأهمهم شركة «سي دي ايه» العالمية والتي تؤهل الأسر الفقيرة وتفعّل دورهم في بناء قدرات مجتمعهم المحلي لتبني مشاريع عملية تستجيب لاحتياجات تلك المجتمعات، وتعمل على دمج تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحياة اليومية بهدف تحقيق تغيير إيجابي وسريع في هذه المجتمعات.