بعد أن غابت فترة وجيزة من الزمن قائمة المطلوبين الأمنيين عن شاشات التلفاز ووسائل الإعلام في السعودية، عادت أمس إلى الظهور مرة أخرى وزارة الداخلية وعبر المتحدث الرسمي لها اللواء منصور التركي إلى تجديد الصلة بين الأجهزة الرسمية والمواطنين، بإعلان أحد المطلوبين أمنياً ممن ضل سبيله من أبناء الوطن. ذلك الظهور مجدداً أعاد الصلة التي امتدت منذ ظهور أحداث تفجيرات برجي التجارة العالميين في نيويورك والمعروفة ب11 أيلول (سبتمبر)، وما صاحبها من موجة إرهابية على السعودية بين الأجهزة الرسمية والمواطنين من جهة أخرى، في شراكة واحدة نحو تحقيق هدف واحد هو «محاربة الإرهاب»، ولكن عبر رمز جديد هو 990. يبدو أن ذلك الهدف أصبح قدراً في السعودية، التي طالما اتهمها البعض من المغرضين بأنها تموّل الإرهاب والجماعات الإرهابية، بيد أن الإعلان الأخير لوزارة الداخلية أمس، كان خير دليل على أنها تجابه الإرهاب وتحاربه من جهات عدة، ولم تسلم من «الاكتواء بناره» في الداخل، وعبر أبنائها «الضالين». وعلى رغم كثرة المشككين والمغرضين، إلا أن العلاقة الوطيدة بين الأجهزة الرسمية في الدولة والمواطنين تتجسد أكثر فأكثر، فما إن يتعرض الوطن إلى أذى أو تخريب أو عدوان، حتى يأتي الرد سريعاً من أبنائه، يهبون للوقوف صفاً إلى صف بجانب تلك الأجهزة، للدفاع عن وحدتهم، واستئصال من يشذ عن تلك الوحدة في الداخل. وبلا كللٍ أو ملل تواصل وزارة الداخلية عملها الدؤوب في محاربة الإرهاب، واحتواء الضالين من أبنائها ممن غُرر بهم عبر عدد من الإصلاحيات في مناطق المملكة، وذلك حماية لهم أولاً من أنفسهم من الأفكار الضالة، ودفاعاً عن الأبرياء من إخوتهم أبناء الوطن والمقيمين فيه. وجاءت أصداء بيان وزارة الداخلية أمس في تكاتف أبناء المجتمع السعودي، عبر تداول الرقم المخصص للإبلاغ عن المطلوبين أمنياً «990»، الذين كان آخرهم المطلوب نواف العنزي الملقب ب«برجس» عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً «تويتر»، متجسدة تلك الصورة في تكاتف أبناء الشعب كالجسد الواحد، وعلى قلب رجل واحد، يحثون بعضهم البعض بكشف المطلوب الأمني، وتسليمه إلى العدالة.