حضّ الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، أمس في افتتاح القمة الآسيوية – الأفريقية في جاكرتا، على إقامة «نظام اقتصادي دولي جديد» منفتح أمام القوى الناشئة، فيما طرح نظيره الإيراني حسن روحاني، خطة ل «تجفيف مصادر تمويل الإرهاب» في العالم. ودعت جاكرتا قادة 109 دول آسيوية وأفريقية الى حضور القمة، في الذكرى الستين لمؤتمر باندونغ الذي ساعد الدول النامية على مواجهة الاستعمار، وأدى إلى تأسيس حركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة. لكنّ مسؤولاً في القمة أعلن حضور 21 زعيماً فقط، ما اعتبره معلقون أنه يوضح أن المجموعة لم تعد مهمة، علماً أن الدول المشاركة في مؤتمر باندونغ كانت تمثّل أقلّ من ربع الإنتاج الاقتصادي العالمي آنذاك، وباتت الآن تمثّل أكثر من نصف الاقتصاد العالمي. واعتبر ويدودو أن من يصرّون على أن المشكلات الاقتصادية العالمية لا يمكن تسويتها إلا عبر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي، يتشبّثون ب «أفكار قديمة»، وزاد: «هناك حاجة الى التغيير. مهمّ أن نؤسس نظاماً اقتصادياً دولياً جديداً، يكون منفتحاً أمام القوى الاقتصادية الناشئة». أما رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، فرأى أن الدول الآسيوية والأفريقية «يجب ألا تقصر نفسها بعد الآن على أن تكون مصدراً للسلع الأولية ومستورداً للسلع كاملة التصنيع»، وتابع: «هذا الدور أعطته لنا قوى الاستعمار، وبدأ منذ أيام الاستعمار». وتحت عنوان «الاتجاه الشامل لاستئصال جذور الإرهاب»، طرح روحاني «خطة شاملة لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب»، معتبراً أن «الوقت حان لكي ينفّذ العالم مبادرة، في إطار العمل على مكافحة العنف والتطرف والإرهاب». وتتضمن الخطة 4 بنود تدعو الى «المساواة بين أتباع الأديان والطوائف في القيم الإنسانية، لمنع الممارسات الإرهابية من تهديد الأمن أو السلام بين الشعوب»، والى إطلاق «زعماء الأديان حركة عالمية واسعة لمنع استغلال الأديان السماوية وتشويه سمعتها من جماعات إرهابية». واعتبرت أن «لا فارق من الناحية الإنسانية، بين المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي أو المواطن الأفريقي والآسيوي»، ودعت الى «كشف المجموعات الإرهابية والمتطرفة»، و «تجفيف الجذور الثقافية والاقتصادية التي تقودها إلي العنف»، إضافة الى «قطع القنوات المالية والسياسية والاستخباراتية لدعم المجموعات الإرهابية». ورأى روحاني وجوب أن «تصبح مواجهة الإرهاب جزءاً من برامج القمة، لمصلحة قيم باندونغ»، رافضاً «استخدام العقيدة أداة للهيمنة السياسية». الصين - اليابان وتعهّد الرئيس الصيني شي جينبينغ، أن تعمل بلاده «مع جميع الأطراف لبناء حزام طريق الحرير الاقتصادي، وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين». وأضاف أمام القمة: «من خلال التعاون الوثيق، ستجني الدول الآسيوية والأفريقية أكثر كثيراً مما يمكن أن تحقّقه مجتمعة». وتعهّد أن «تواصل الصين مساعدة الدول النامية، من دون شروط سياسية»، وزاد: «يجب أن تعزز الدول الآسيوية والأفريقية تعاونها، وتدعم العلاقات مع الدول النامية في أميركا اللاتينية ومنطقة جنوب المحيط الهادئ، وتبادل الأفكار السياسية والتوسّع في مناقشة القضايا الإقليمية والدولية». أما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فأشار الى صعود القوة العسكرية الصينية، قائلاً إن استخدام «الأقوى» للقوة يجب ألا يُترك من دون رادع. وأضاف أن اليابان تعهدت «مع شعورها بالندم على ماضيها أثناء الحرب»، الالتزام بمبادئ مثل الإحجام عن الأعمال العدائية وتسوية النزاعات الدولية بوسائل سلمية. وعلى هامش القمة، التقى آبي جينبينغ، علماً أن العلاقات الصينية - اليابانية شهدت فتوراً في السنوات الأخيرة، بسبب خلافات في شأن الماضي الاستعماري لليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، ونزاعات إقليمية وانعدام ثقة متبادل. وقال آبي بعد الاجتماع، إنه وجينبينغ اتفقا على العمل لتحسين العلاقات والمساهمة في الاستقرار الإقليمي، من خلال تعزيز «العلاقات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة». في غضون ذلك، عُثر على سطح مكتب آبي، على طائرة بلا طيار عليها إشعاع نسبته ضئيلة جداً ولا تضرّ بالبشر، وتحمل كاميرا صغيرة وزجاجة ماء.