دعا زعماء الدول الآسيوية والأفريقية اليوم (الأربعاء)، إلى نظام عالمي جديد من أجل الانفتاح على قوى اقتصادية وترك "الأفكار العتيقة". وجاءت دعوتهم في بداية اجتماع للدول الآسيوية والأفريقية في جاكرتا لمناسبة الذكرى ال 60 لمؤتمر "ساعد دول العالم النامية على الوقوف في وجه الاستعمار"، والذي أفرز "حركة عدم الانحياز" خلال فترة الحرب الباردة. ومن بين الزعماء الحاضرين في الاجتماع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الصيني شي غين بينغ، المتوقع أن يلتقيا على هامش المؤتمر في أحدث إشارة إلى تحسن العلاقات بين البلدين. وتوترت العلاقات الصينيةاليابانية في السنوات الأخيرة، جراء خلافات في شأن ماضي البلدين المتجاورين أثناء الحرب ونزاعات إقليمية. وقد تشجع المحادثات الثنائية في جاكرتا اليوم على تقارب حذر بدأ عندما التقى الزعيمان في قمة ببكين في أواخر العام الماضي. وفي إشارة واضحة إلى نمو القوة العسكرية الصينية قال آبي في المؤتمر، إن "استخدام الأقوى للقوة يجب ألا يترك من دون رادع". وأضاف ان اليابان "تعهدت، مع شعورها بالندم على ماضيها أثناء الحرب، بالتزام مبادئ، مثل الإحجام عن الأعمال العدائية وحل النزاعات الدولية بالوسائل السلمية". ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تصريحاته كافية لتلبية رغبة الصين في أن تعترف اليابان بماضيها أثناء الحرب، إلا أن مسؤولاً يابانياً صرح أن آبي وشي سيجتمعان. ونقلت وكالة "أنباء الصين الجديدة" (شينخوا) عن شي قوله قبل المؤتمر إن "نوعاً جديداً من العلاقات الدولية لازم من أجل تشجيع التعاون بين الدول الآسيوية والأفريقية، وعلى الدول المتقدمة التزام دعم بقية الدول من دون شروط سياسية". وذكر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي يستضيف المؤتمر، أن "من يصرون على أن المشاكل الاقتصادية العالمية لا يمكن حلها إلا عن طريق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي يتشبثون بأفكار عتيقة". وأضاف: "هناك حاجة إلى التغيير، من المهم أن نؤسس نظاماً اقتصادياً دولياً جديداً يكون منفتحاً أمام القوى الاقتصادية الناشئة". وقال رئيس زيمبابوي روبرت موغابي إن "الدول الآسيوية والأفريقية يجب ألا تقصر نفسها بعد الآن على أن تكون مصدراً للسلع الأولية ومستورداً للسلع كاملة التصنيع"، موضحاً أن "هذا الدور أعطته لنا القوى الاستعمارية وبدأ منذ أيام الاستعمار". ووجهت إندونيسيا الدعوة إلى رؤساء دول وحكومات 109 دول آسيوية وأفريقية لحضور المؤتمر، إلا أن مسؤولاً في المؤتمر قال إنه لم يحضر إلا 21 زعيماً، الأمر الذي يذكر معلقون انه يوضح أن المجموعة لم تعد ذات أهمية. وتغير النظام العالمي بشكل كبير منذ أن تجمع نحو 30 زعيم دولة العام 1955 في بلدة باندونغ الإندونيسية، لبحث الأمن والتنمية الاقتصادية بعيداً من القوى العالمية الضالعة في الحرب الباردة. وكانت الدول تمثل معاً ما يقل عن ربع الإنتاج الاقتصادي العالمي آنذاك، لكنها تمثل اليوم أكثر من نصف حجم الاقتصاد العالمي.