لليوم السادس والعشرين على التوالي تواصلت أمس الضربات الجوية لطائرات التحالف المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» على مواقع للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح وطاول القصف معسكر ألوية الصواريخ في «فج عطان» غرب العاصمة ونجم عنه انفجار هو الأعنف منذ بدء الغارات على صنعاء ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 360. وفيما تحتدم المواجهات بين مسلحي الجماعة والقوات الموالية لهم من جهة وبين مسلحي القبائل و «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي وبعض الوحدات العسكرية المؤيدة له على جبهات عدن والضالع ولحج وتعز وأبين ومأرب، أفادت مصادر عسكرية ال «الحياة» بأن القوات الحوثية تكبدت أمس خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وباتت في موقع الدفاع جراء قطع الإمدادات عنها واستمرار قصف قوات التحالف لمواقعها في مختلف الجبهات. ونفى الرئيس السابق علي صالح في مقابلة نشرتها أمس إحدى الصحف الموالية له وجود أي تحالف أو تنسيق ميداني بين الحوثيين وحزبه المؤتمر الشعبي، وقال إن الحوثيين هي من يسيطر على السلطة وقيادة الجيش والأمن منذ فرار الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن ثم إلى الخارج، وأن لا سلطة له على الجماعة لإقناعها بتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير (2216). وأكد صالح أنه سيتعامل وحزبه إيجاباً مع قرار مجلس الأمن. واعتبر مراقبون تصريحاته نوعاً من المراوغة السياسية جاءت بالتنسيق مع الحوثيين فيما اعتبرها آخرون محاولة للتنصل من الجماعة وتحميلها المسؤولية بمفردها في سياق بحث صالح عن مخرج آمن بعد تضييق قوات التحالف الخناق عليه. واستهدف طيران التحالف أمس مواقع في صنعاء وصعدة وشبوة وعدن والضالع لجهة إسناد المسلحين المناهضين للحوثيين وصالح وضرب طرق الإمداد ومنع قوات الحوثيين وصالح من إعادة ترتيب صفوفها، وتدمير ما بقي لها من مخازن للذخيرة والسلاح. ودوى انفجار هو الأضخم ظهر أمس في منطقة «فج عطان» في صنعاء يعتقد أنه ناجم عن صاروخ نوعي لقوات التحالف استهدف مخازن ألوية الصواريخ، واهتزت المنازل جراء الانفجار على مسافة 15 كيلومتراً، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مكان الانفجار مع سحابة كثيفة غطت غربي العاصمة. وأكدت مصادر طبية ل «الحياة»، أن 50 شخصاً على الأقل قتلوا جراء شظايا الانفجار وأصيب حوالى 360 آخرين معظمهم من المدنيين في حصيلة أولية لعدد الضحايا الذين سقطوا في الأحياء المحيطة في وقت تسبب ضغط الانفجار في إصابة عشرات المنازل والمباني بأضرار بالغة، ومن بينها منزل نجل صالح الأكبر أحمد علي. ووجهت المستشفيات في صنعاء نداء استغاثة للتبرع بالدم وهرعت فرق الإسعاف لانتشال القتلى والجرحى، في حين أكدت المصادر مقتل أربعة موظفين في قناة «اليمن اليوم» بينهم أحد المذيعين جراء الانفجار الذي دمر أجزاء واسعة من المبنى الواقع أسفل التل الذي استهدفه القصف. ومع تواصل المعارك في محافظة تعز (جنوب غرب)، اعترض مسلحون مناهضون للحوثيين تعزيزات عسكرية للجماعة في محافظة إب قادمة من صنعاء، وأكد مسلحو المقاومة في تعز سيطرتهم على عدد من المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون في المدينة التي قصفتها. وطاول القصف محافظتي الضالع ولحج (شمال عدن)، وأفادت مصادر محلية بأن 30 حوثياً على الأقل قتلوا في منطقتي الوهط وصبر في لحج جراء القصف الجوي وهجمات المسلحين الموالين لهادي و «الحراك الجنوبي» إضافة إلى تدمير آليات عسكرية تحاول تطويق عدن من الجهة الغربية. إلى ذلك، واصل مسلحو المقاومة تقدمهم في أحياء عدن بعد سيطرتهم على حي خور مكسر وإجبار الحوثيين على الانسحاب من ساحل أبين، وأكد شهود تواصل القصف بين الطرفين بالدبابات وصواريخ «كاتيوشا» وقذائف الهاون، وسط استمرار القناصة الحوثيين في الحد من تحرك المدنيين في المدينة. وتجددت المواجهات في مناطق قبائل قيفة القريبة من رداع في محافظة البيضاء، وأفادت مصادر محلية بأن مسلحي القبائل المسنودين بعناصر من تنظيم «القاعدة» شنوا هجمات عنيفة على مواقع الحوثيين الذين سيطروا منذ أشهر على مناطقهم، ما أدى إلى مقتل 25 حوثياً على الأقل. ويعاني اليمن جراء الحرب المتفجرة في أغلب المحافظات منذ قرابة شهر، من ظروف إنسانية صعبة جراء انقطاع الكهرباء كلياً وانعدام الوقود وشح المياه الصالحة للشرب ونقص الخدمات الطبية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم القدرة على النزوح إلى أماكن آمنة.