تحوّل سير المعارك في جنوب اليمن بين المسلحين الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة، ومسلّحي «اللجان الشعبية» و «الحراك الجنوبي» الموالين للرئيس عبدربه منصور هادي من جهة أخرى، لمصلحة الطرف الأخير مع تكثيف عملية «عاصفة الحزم» ضرباتها الجوية على مواقع الحوثيين وخطوط إمدادهم في عدن وأبين ولحج وشبوة، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وشهدت مدينة الضالع حرب شوارع، فيما طاولت الغارات مواقع عسكرية في صنعاء ومحيطها، وشوهد الدخان يتصاعد من أطرافها الغربية. كما قُصِفت مواقع للمسلحين الحوثيين في محافظة صعدة معقل جماعتهم، وامتدت الغارات جنوباً إلى الضالع ولحج حيث قصفت قاعدة «العند» ومعسكر لبوزة، ما سمح لأنصار هادي بالسيطرة على عدد من مواقع الجماعة. وروى شهود ل «الحياة» أن مواجهات عنيفة شهدتها أمس مدينة عدن، استُخدِمت فيها الدبابات والمدفعية وصواريخ «كاتيوشا»، وتركزت في أحياء كريتر والمعلا ودار سعد والممدارة، في ظل محاولات الحوثيين التقدم للسيطرة على مقر المنطقة العسكرية الرابعة والميناء الدولي، ووسط قصف جوي وبحري يطاول تجمعاتهم، مصدره الطائرات والبوارج التابعة لقوات التحالف العربي. ومع احتدام المعارك في أبين (جنوب) أفادت مصادر عسكرية وقبلية بأن المسلحين الجنوبيين الموالين لهادي سيطروا على مديرية لودر، وأحكموا الحصار على قوات اللواء 115 الموالية للحوثيين والرئيس السابق في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، في ظل مواجهات عنيفة في منطقة «دوفس». وأدت الضربات الجوية إلى قطع إمدادات الحوثيين باتجاه عدن من جهتَيْ تعز والبيضاء، إثر تدمير عدد من الجسور على الطرق الرئيسة، كما سمحت الغارات المكثفة على مواقع الحوثيين في «العند» ومعسكر لبوزة بتأمين غطاء لأنصار هادي للتقدم نحو تلك المواقع بعد انسحاب قوات الحوثيين ومقتل عشرات منهم، كما أفادت مصادر في المقاومة الجنوبية. وذكرت مصادر طبية في عدن أمس، أن عدد القتلى من الجانبين بلغ الأحد والإثنين حوالى مئتي شخص بينهم 20 مدنياً، فيما تحدثت مصادر قبلية عن مقتل 50 حوثياً في أبين ولحج وشبوة والضالع، وسقوط عشرات الجرحى. وللمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات، هاجم مسلحون أمس في منطقة الراهدة الواقعة بين تعز ولحج تعزيزات للحوثيين، ما أدى وفق مصادر مناهضة للجماعة إلى مقتل 11 مسلحاً وتدمير مركبتين عسكريتين، في وقت شهدت تعز هدوءاً حذراً وحركة محدودة في شوارعها. ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية والنزوح وانعدام الوقود واختفاء السلع الرئيسة من الأسواق، وصلت صنعاءَ أمس طائرتان للجنة الدولية للصليب الأحمر وطائرتان هنديتان وأخرى روسية لإجلاء الرعايا الأجانب من صنعاء. كما وصل على متن هذه الرحلات عشرات من اليمنيين كانوا بين 5 آلاف شخص عالقين في المطارات الدولية بسبب توقف الرحلات الجوية إلى اليمن. وتحدّثت مصادر في صنعاء عن مقتل مدنيين في قرية «بيت رجال» التابعة لمديرية بني مطر غرب صنعاء، وتسعة في مديرية ساقين في محافظة صعدة. وطاول القصف عصر أمس خزانات رئيسة للوقود في منطقة الصباحة ومعسكراً للقوات الخاصة، كما استهدف معسكر «الحفا» جنوبصنعاء ومواقع أخرى في مديرية سنحان، مسقط رأس علي صالح. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن معارك ضارية اندلعت ليل الأحد- الإثنين من أجل السيطرة على مدينة الضالع. ونقلت عن مسؤول في المنطقة أن حرب شوارع اندلعت في المدينة بعد وصول تعزيزات إلى الحوثيين من محافظة إب.