علقت الدول الافريقية بدعم من كتلة الدولة النامية التي تضم 130 دولة (تسمى مجموعة 77 والصين) مشاركتها في مفاوضات تغييرات المناخ في قصر المؤتمرات في كوبنهاغن لنحو خمس ساعات، لقناعتها بأن الدول الصناعية، بدعم من اميركا، تريد «قتل» بروتوكول كيوتو للعام 1997 الذي يلزم الدول الصناعة بخفض الانبعاثات الغازية. ويصل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الى العاصمة الدنمركية مساء اليوم بدلا من الخميس لاعطاء «دفع» للمحادثات التي ستجري بمشاركة ممثلي 192 دولة، بينهم 120 زعيما ورئيس حكومة سيشاركون في آخر أيام الاجتماعات الجمعة المقبل. وبين القادة المشاركين الرئيس الايراني محمود احمد نجاد والرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس وزراء الصين وين جياباو. ووصل الى 45 ألفاً عدد المسجلين في قصر المؤتمرات الذي يتسع لنحو 15 ألفا. وقال وزير الخارجية النروجي يانس غيرهار ستوره في حديث الى «الحياة» امس ان اي اتفاق جديد «لن يتم ما لم يضم اكبر ملوثين للمناخ في العالم»، في اشارة الى اميركا والصين اللتين تساهمان بنحو 40 في المئة من الانبعاثات، مشيرا الى بلاده «تلعب دور المسهل بين جميع الاطراف لان لها علاقة طيبة مع الجميع». وتجري المفاوضات وفق «خريطة الطريق» المعتمدة في بالي 2007 على أمرين: اتفاق يتناول التزامات طويلة الاجل او ما يعرف ب «اتفاق المناخ»، وتمديد العمل ببروتوكول كيوتو للعام 1997 الذي انسحبت منه اميركا قبل ثماني سنوات ولا يضم الصين لانها «نامية». وقالت مصادر المجتمعين ل»الحياة» ان تحت هذين الامرين تجري المفاوضات على تحديد نسبة خفض الانبعاثات والتمويل المقدم الى الدول الفقيرة والنامية وآلية التحقق من التزام جميع الدول بما يتفق عليه. غير ان الدول الافريقية قررت صباح امس تجميد مشاركتها في المفاوضات لمدة خمس ساعات، الى ان كلفت رئيسة المؤتمر الدنماركية كوني هيدفاند ممثلي المانيا واندونيسيا التواصل بين مجموعتي الدول الصناعية والنامية لاستئناف المفاوضات. وكان مقررا ان تستأنف المفاوضات مساء لدى تقديم «ضمانات» الى مجموعة 77 والصين، باستمرار البحث بتمديد اتفاق كيوتو. وقالت المصادر ان الدول النامية «مستعدة لتعديل برتوكول كيوتو لكن ليس نسفه». وعن موضوع خفض الانبعاثات، قالت ل»الحياة» مصادر المجتمعين في الجلسة المسائية ان الدول النامية تريد ان تدفع الدول الصناعية الى «تحديد ارقام لمنع ارتفاع درجة الحرارة درجتين، ذلك ان المطلوب لتحقيق ذلك خفض الانبعاثات بنسبة ما بين 25 و40 في المئة في العام 2020 عما كانت عليه في العام 1990، في حين ان وسطي ما قدمته جميع الدول الصناعية من التزامات منفردة يبقى في حدود 15 في المئة» عدا النروج التي التزمت من جانبها بخفض بنسبة 40 في المئة، مقابل تعهد اوباما في شكل غير ملزم بنسبة 17 في المئة وكلام الاتحاد الاوروبي عن نسبة 20 في المئة مع الاستعداد لرفعها الى 30 في المئة «اذا التزمت باقي الاطراف ذلك». وقالت المصادر :»اذا لم تتقدم الدول الصناعية برقم دقيق لنسبة الخفض، لن يحصل اي تقدم في المفاوضات». وفي ما يتعلق بالتمويل، توقعت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان يعلن اوباما التزامات مالية الجمعة المقبل تبلغ نحو عشرة بلايين دولار باعتبار انه يواجه معارضة قوية في الكونغرس ضد التزامات بخفض الانبعاثات. وعلم ان وفدا من الاعضاء الجمهوريين في الكونغرس حضر الى كوبنهاغن لتأكيد الموقف المعارض لاي التزام. وكان الاتحاد الاووبي تعهد باكثر من عشرة بلايين دولار ل»مساعدة الدول الأكثر فقرا». كما اشار ستوره الى ان النروج والمكسيك قدمتا اقتراحاً بانشاء «الصندوق الاخضر» لتوفير عشرة بلايين دولار سنوياً الى العام 2013 على ان يرتفع المبلغ الى ما بين 30 و40 بليونا سنويا بعد ذلك الى العام 2020. غير ان المصادر في مجموعة الدول النامية اوضحت ل»الحياة» ان خفض الانبعاثات و»تكيف» الدول النامية بحاجة الى نحو مئة بليون دولار اميركي سنويا. وفيما تشدد الدول النامية تشدد على ضرورة وضع «اليات لالتزام جميع الدول بما ستسفر عنه محادثات كوبنهاغن، فان الدول الصناعة تريد آليات اخرى لضمان الشفافية في تقديم الارقام وصرف المساعدات».