كما تتساقط حبات الخرز في المسبحة، يبدو أن مسبحة قادة تنظيم «القاعدة» الإرهابي بدأت في التساقط الواحد تلو الآخر. فبعد المنظر الشرعي للتنظيم إبراهيم الربيش الذي أعلن مقتله قبل يومين، أعلن أمس الخميس عن انضمام القيادي العسكري عادل راضي صقر الوهبي الحربي إلى قائمة القتلى. وهو مطلوب سعودياً وأميركياً ودولياً. فيما عُرف بعلاقاته بأجهزة أمنية إيرانية، على رغم انتمائه لتنظيم «القاعدة». وعلى رغم عدم الكشف عن مكان وكيفية مقتله، إلا أن أنباء ترددت أنه لقي حتفه في سورية. وبمقتل الحربي تتقلص قائمة وزارة الداخلية للمطلوبين ال47 (يحمل الحربي فيها رقم 18) والتي أُعلنت مطلع 2011، إلى 40 مطلوباً، إذ تم توقيف خمسة منهم، فيما فجر أحدهم نفسه في اليمن. وكان الحربي يعمل في مديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن. ولحق القيادي العسكري الحربي بزميله الكويتي محسن الفضلي، زعيم تنظيم «خراسان»، الذي قتل في أيلول (سبتمبر) الماضي، في غارة دشنت بها قوات التحالف الدولي غاراتها على التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق قبل أشهر. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية رصدت 12 مليون دولار، لمن يساعدها في القبض عليهما، موضحة أن «الفضلي المسؤول الكبير عن تمويل «القاعدة» وتسهيل عملياته، أما نائبه فهو عادل راضي صقر الوهبي الحربي، مؤكدة أنهما «يسهلان حركة الأموال والعمليات عبر إيران لصالح شبكة القاعدة». وبحسب موقع «السكينة» فإن اسم الحربي أدرج في قائمة المطلوبين «لذهابه إلى أفغانستان والتحاقه ب «القاعدة»، إضافة إلى دعمه التنظيم المتطرف من طريق الإنترنت». ورصدت الولاياتالمتحدة خمسة ملايين دولار مكافأة لكل من يرشدها إليه. فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية منع الأميركيين من أفراد وشركات من إبرام أية صفقات مع الحربي، كما أصدرت الشرطة الدولية (الإنتربول) «نشرة حمراء» في حق الحربي، وزودت الدول بالمستندات القانونية التي تجيز لها القبض عليه. والحربي الذي كان يقيم في إيران، وعمل تحت زعامة ياسين السوري، المعروف بأنه من كبار ممولي ومسهلي عمليات «القاعدة» في إيران، وهو متهم بالعمل مع شبكة تقوم بدور قناة توصيل لتنظيم «القاعدة» لنقل الأعضاء والأموال في جنوب آسيا والشرق الأوسط. إذ تقوم بتسهيل تنقل نشطاء المنظمة والتمويل المادي عبر الأراضي الإيرانية. وسبق لوزارة التجارة الأميركية أن أعلنت إدراجها أسماء ستة أعضاء من الشبكة ذاتها في 2011، بتهم مشابهة، وضمهم إلى «القائمة السوداء». وتوزع المطلوبون ضمن قائمة ال47، ومنهم الحربي، جغرافياً على أربع دول، وهي: اليمن والعراق وأفغانستان وباكستان. وتم اتهامهم بتهم عدة، منها «تبني فكر تنظيم «القاعدة» الإرهابي والترويج له، والانضمام لتنظيمات الفئة الضالة، والتدرب على المهارات القتالية، واستخدام الأسلحة المتنوعة والمتفجرات والسموم في تنفيذ العمليات الإرهابية، وتحريض صغار السن على مخالفة ولاة الأمر وأئمة المسلمين، والسفر إلى مناطق الصراع، وتسهيل سفر الشباب إلى مناطق تشهد صراعات، وتقديم دعم تقني وإعلامي لتنظيم «القاعدة»، وتقديم التسهيلات والدعم اللوجيستي وجمع أموال لدعم التنظيم، والتسلل من السعودية للانضمام ل«القاعدة».