استدعت وزارة الخارجية السودانية أمس، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم توماس يوليشني وسلمته مذكرة احتجاج رداً على بيان للاتحاد شكك بنزاهة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة الإثنين المقبل، بينما أعلن الحزب الحاكم عن ثقته في الفوز بالانتخابات وحدّد أولويات الحكومة العتيدة. وصرح الناطق باسم الخارجية علي الصادق بأن «المذكرة تضمنت ردوداً سودانية على ما ورد في بيان الاتحاد»، من دون أن يكشف عن مضمونها. ونددت الخارجية السودانية في بيان بالتصريحات التي أطلقتها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بشأن الانتخابات في السودان، ورأت فيها تشجيعاً لتمرد الحركات المسلحة والإرهابية. وأعربت الخارجية عن «أسفها الشديد» حيال بيان موغريني مشيرةً إلى أنها تنطوي على تشويه متعمد للحقائق وفهماً خاطئاً لما يجري في السودان. وأعربت عن دهشتها البالغة حيال «إعجاب وإشادة الاتحاد الأوروبي بالحركات المسلحة»، ورأت أن ذلك «يشكل دعماً قوياً لكل حركات الإرهاب في العالم». وكانت موغريني انتقدت في بيان صدر أول من أمس، إجراء الانتخابات في السودان في بيئة غير مواتية. وقالت: «إن الفشل في بدء حوار وطني حقيقي بعد عام واحد من إعلان حكومة السودان هو انتكاسة لرفاهية الشعب السوداني». وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي، أصيب بخيبة الأمل لكون حكومة السودان تفقد الفرص من خلال عدم الاستجابة لجهود الاتحاد الأفريقي لجلب جميع أصحاب المصلحة معاً، وأشادت بممثلي الحركات المسلحة، والمعارضة السياسية والمجتمع المدني الذين شاركوا في المؤتمر التحضيري في أديس أبابا. كما انتقد مساعد الرئيس السوداني ابراهيم غندور أمس، موقف الاتحاد الأوروبي من الانتخابات في السودان. وقال أن الاتحاد أبلغهم قبل 7 شهور أنه لا يرغب في مراقبة الانتخابات. وتابع: «هل يراقب الاتحاد الانتخابات في الصين وأميركا؟ نحن لا نريد صك غفران من أحد». وتابع غندور: «الاتحاد الأوروبي استعجل الانتخابات في أوكرانيا. فهل أوكرانيا أكثر أمناً من السودان؟». وأشاد بمراقبة الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للانتخابات. وأعلن غندور أن حزبه واثق من الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية مقللاً من أهمية مقاطعة المعارضة، موضحاً أن «الرئيس عمر البشير حال فوزه، سيتشاور مع القوى السياسية لتشكيل حكومة جديدة ستكون موسعة وتشمل طيفاً واسعاً من الأحزاب كما سيبدأ بعقد طاولة حوار وطني وتسريع عملية السلام في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق». وأكد غندور أن الحكومة الحالية ستستمر في أداء مهامها إلى حين اداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية لكي لا يحدث فراغ دستوري. وعن إطلاق رئيس تحالف المعارضة فاروق أبوعيسى ورئيس كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني وأمين مكي، قال غندور: «هذه رسالة بأن الانتخابات ستجري في جو من الطمأنينة». في المقابل، أكد تحالف قوى المعارضة بشقيه السياسي والمسلح، الذي وقع على وثيقة «نداء السودان»، ثقته بنجاح حملة «ارحل» لمقاطعة الانتخابات. وأعلن تأهبه لإطلاق حملة وقف الحرب، وتحويل الحملتين لاستنهاض الجماهير من أجل مجابهة النظام.