استشهد جنديان من شرطة منطقة الرياض فجر أمس الأربعاء، في حادثة إطلاق نار من مجهولين أثناء قيامهم بمهماتهم الميدانية في شرق العاصمة، وبحسب بيان صحافي لشرطة منطقة الرياض فإنه لا تزال التحقيقات جارية لكشف تفاصيل القضية، فيما تعدّ هذه الحادثة الخامسة على مستوى الرياض خلال شهر. وأوضح المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان، أنه أثناء قيام إحدى دوريات الشرطة بمهماتها شرق الرياض فجر أمس تعرضت لإطلاق نار من مجهولين، واستشهد جراء الحادثة الجندي أول ثامر المطيري، والجندي أول عبدالمحسن المطيري. وقال الميمان في حديث ل«الحياة»: «إن الجهات المختصة في شرطة الرياض باشرت إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها، ولا تزال الحادثة محل المتابعة الأمنية». يذكر أن حادثة الاعتداء على رجال الأمن العاملين في الميدان لم تكن الأولى، إذ شهد الأسبوع الماضي محاولة اعتداء بسلاح أبيض من شخص وصف بأنه «مُختل»، على إحدى الدوريات الأمنية التابعة للمرور في منطقة الرياض، نتج منها إصابات متفرقة لرجال الأمن، نقلوا على إثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. كما كشفت شرطة منطقة الرياض في نهاية آذار (مارس) الماضي عن إصابة شرطيين بإطلاق نار من مركبة مجهولة في حي وادي لبن (وسط غربي الرياض)، وأوضح المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة الرياض آنذاك، أن عملية الاعتداء كانت أثناء قيام إحدى دوريات الأمن في مدينة الرياض بمهماتها أيضاً، ولم يكشف عن ملابسات الحادثة حتى الآن. كما تعرّض ضابط أمن لإطلاق نار استهدف مركبته الخاصة، شمال الرياض، في الثامن من آذار (مارس) الماضي، وكشفت المصادر في حينها أن الاعتداء تم أثناء تنقل الضابط بمركبته على طريق الدمام السريع، إذ فوجئ بإطلاق نار من مركبة كانت تسير بمحاذاته، ما أدى إلى إصابته. وفي حادثة أخرى، لقي أحد أفراد قوات المهمات والواجبات الخاصة في شرطة منطقة الرياض مصرعه متأثراً بجراحه عقب إصابته بطلق ناري في فخذه الأيمن أثناء القيام بدهم أحد المنازل للقبض على جانٍ متورط في جريمة قتل، ما استدعى نقله إلى المستشفى متأثراً بإصابته. وتلقى رجال المرور في الشهر الماضي طعنة لم تكن على أرض الميدان، وإنما من داخل القطاع نفسه، إذ قام أحد أفراد مرور القريات بطعن أحد زملائه بآلة حادة، توفي على إثرها داخل غرفة العمليات في مستشفى القريات العام – بحسب بيان صحافي للمتحدث الأمني لشرطة الجوف العقيد الدكتور تركي المويشير. كما شهد الإثنين الماضي حادثة استشهاد رجل أمن، وإصابة ثلاثة آخرين في العوامية (شرق السعودية)، أثناء عملية دهم لأحد المواقع في المنطقة، وخلال تبادل لإطلاق النار مع الإرهابيين. أسرتا الشهيدين: نحن وأبناؤنا في حماية الوطن يصعب على المكلوم الحديث والجرح غائر، والعبرات تختنق حين وصف الفقيد وقت دفنه، هذا ما واجهته «الحياة» حين رافقت أسرتي الجنديين أثناء دفن ابنيهما ثامر المطيري وعبدالمحسن المطيري، فيما حرصت جموع غفيرة على الحضور لتشييع شهداء الوطن ومواساة أسرتيهما. ويوضّح والد ثامر المطيري أن الشهيد كان بارّاً به وبأسرته، مشيراً إلى أنه غير متزوج، ومضيفاً وهو يصارع أحزانه على فقد ابنه: «لا نعرف من المعتدين عليه، فهو صاحب خُلق رفيع وعلومه كلها طيبة». فيما قال عبدالله عم الشهيد عبدالمحسن المطيري: «إنه لا يزال شاباً، عمره 22 عاماً، وغير متزوج، كما أنه محبوب عند الناس، وليس له أعداء البتة، وهو الثالث بين أفراد أسرته، وبالتأكيد أن فراقه صعب ولكن نحن في حماية الوطن».