قررت الجزائر وواشنطن توسيع التعاون العسكري والأمني الثنائي في لقاء موسع بين وزير الخارجية مراد مدلسي بمنسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين. وأفاد مصدر رفيع في الجزائر «الحياة» بأن مدلسي تناول الملف ذاته في لقاء آخر مع أنتوني بلينكين مستشار نائب الرئيس الأميركي المكلف ملفات الأمن القومي. وكشف مصدر رفيع المستوى ل «الحياة» تفاصيل عن اللقاءات التي أجراها الوزير مراد مدلسي يومي الإثنين والثلثاء في الولاياتالمتحدة. وتناولت المحادثات في يومها الأول شقين، ديبلوماسي وأمني، وأجري التنسيق في خصوص الملف الأول في لقاء جمع مدلسي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حيث تم «بحث العلاقات الثنائية والإقليمية». وأفاد المصدر أن مدلسي ناقش مع كلينتون الوضع في المغرب العربي، ونقل عن الوزيرة الأميركية تأكيدها بخصوص ملف الصحراء الغربية أن بلادها «تدعم جهود الأممالمتحدة في هذا المسار». أما المسؤول الجزائري فأكد لكلينتون، وفق المصدر، موقف بلاده من أن «قضية الصحراء الغربية يجب أن تُحل على مستوى الأممالمتحدة»، وأكد أن الجزائر «ستواصل دعمها الكامل للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون، ومبعوثه الشخصي (كريستوفر روس) في جهودهما الرامية إلى التوصل إلى حل متفق عليه طبقاً لمبادئ الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير بكل حرية». وأعلن مدلسي، في لقاء صحافي عقب اللقاء، توسيع «العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي والتجاري وبالخصوص في مجال المواد الغذائية»، وقال: «تناقشنا حول ملفات الشرق الأوسط، ومحاربة الإرهاب، وقمة كوبنهاغن للبيئة». وقبل اجتماعه مع كلينتون، التقى وزير الخارجية الجزائري مع نائب وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان وتطرق معه «إلى كافة أشكال التعاون الثنائية القائمة والمرتقبة في المستقبل». أما بالنسبة إلى الشق الأمني، فقد تعددت اللقاءات بالنسبة إلى المسؤول الجزائري مع أمنيين أميركيين، ما أعطى انطباعاً بأن هناك تحولاً نوعياً مرتقباً في شكل التعاطي العسكري بين البلدين. وأجريت المشاورات الأمنية مع منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين، ثم في لقاء ثان مع أنتوني بلينكين، مستشار نائب الرئيس الأميركي جون بايدن المكلف ملفات الأمن القومي. والتقى مدلسي، في الشق نفسه، أمس في البيت الأبيض، مع الجنرال جيمس جونز مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي. كذلك التقى الوزير الجزائري مع أعضاء في مجلس الشيوخ. وعُلم أن وفداً ديبلوماسياً وأمنياً، بالإضافة إلى مسؤول قسم أميركا في الخارجية الجزائرية، رافق الوزير مدلسي في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين. وقال المصدر إن «الزيارة كشفت أن الجزائر لها صوت ليس مسموعاً فقط بل يؤخذ برأيها أيضاً». وتابع: «لقد استمع المسؤولون الأميركيون إلى المسؤول الجزائري حول مجمل آراء الجزائر بقيادة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ونعتقد أن الأميركيين أخذوها في الحسبان». وتابع أن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الخطر الإرهابي لا يشكل تهديداً على المنطقة فحسب وإنما على بلدان أخرى من العالم، ولهذا سيتم رفع مستوى التعاون إلى «شراكة» تهدف إلى القضاء على المجموعات التي ربطت نفسها بتنظيم «القاعدة».