أكدت الخرطوم أمس، أنها لم تكن في حلف مع طهران ولا تنوي قطع العلاقات معها، وأعلنت رفضها المشاركة في ملتقى للحوار مع أحزاب المعارضة الذي كان مقرراً عقده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بدعوة من الوساطة الافريقية لتسريع عقد طاولة حوار وطني تجمع الفرقاء السودانيين. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي خلال مؤتمر صحافي أمس، ان بلاده لم تكن ضمن حلف مع ايران وان العلاقات بينهما في اطار طبيعي وأن لطهران بعثة ديبلوماسية في الخرطوم قبل فتح مراكز ثقافية اغلقت العام الماضي، بعدما تجاوزت حدود نشاطها المصرح به. وذكر ان حكومته لم تفكر في قطع العلاقات مع ايران عقب التطورات الاخيرة في اليمن، وتابع: «علاقتنا مع طهران لم تتجاوز الاطار الطبيعي ولن نخدع العرب بقول اننا سنقطع علاقتنا معها»، متهماً جهات خارجية بأنها حاولت ربط بلاده بإيران لتحقيق اجندة خاصة بها. وقال كرتي إن بلاده تدعم «أي مبادرة لحل الأزمة الليبية في شكل سلمي»، مشدداً على «ضرورة إحداث توافق بين الأطراف الليبية المتنازعة عبر الحوار السلمي». وكشف عن اتفاق بين دول الجوار الليبي وغالبية الدول العربية على منح جهود الحوار والتسوية في ليبيا فرصة بعدما ظهرت مؤشرات تقدم في هذا الاتجاه. وأشار كرتي إلى أن حكومته تهتم بأمن جنوب السودان، وتسعى الى تذليل الصعوبات بين طرفي النزاع هناك لايجاد تسوية بين الفرقاء، رغم أن الخرطوم تجد صعوبة في التعامل مع الحكومة الجنوبية بسبب إصرارها على استضافة مجموعات متمردة تنطلق من هناك لتنفيذ هجمات في السودان. الى ذلك، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم رفضه المشاركة في ملتقى للحوار مع أحزاب المعارضة الذي كان مقرراً عقده أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بدعوة من الوساطة الافريقية، لدفع الحوار الذي أطلقه الرئيس عمر البشير في بداية العام الماضي. وقال وزير الاستثمار رئيس القطاع السياسي في الحزب الحاكم، مصطفى عثمان، في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس: «لن نذهب إلى أديس أبابا للمشاركة في الملتقى التحضيري مع أحزاب المعارضة». وعزا رفضهم لتحفظهم على دعوة الوساطة الافريقية بشأن الملتقى، موضحاً ان الدعوة وجهت إلى مسؤول القطاع السياسي في الحزب الحاكم، اضافة الى ضيق الوقت، وعدم توضيح الوساطة الشخصيات المدعوة للحوار من جانب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني. وأوضح أن آلية الحوار الوطني التي تضم قوى الموالاة والمعارضة واستجابت الى دعوة الحوار، هي المسؤولة عن الترتيبات المتعلقة بالحوار وليس الحزب الحاكم، وتابع: «إن الدعوة كان يجب أن توجه إلى آلية الحوار». وذكر أن الحزب أوضح الى الوساطة الافريقية تحفظاته عن الدعوة وطلب تأجيل الملتقى، مؤكداً أن حزبه لن يلبي أي دعوة للاجتماع مع المعارضة بالخارج، قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في منتصف نيسان (أبريل) المقبل. على صعيد آخر، تضاربت تصريحات مسؤوليين في الجيش السوداني ومتمردين في «الحركة الشعبية – الشمال»، بشأن الاستيلاء على مدينة هبيلا بولاية جنوب كردفان، وفيما أكدت القوات الحكومية سيطرتها على المدينة وطرد المتمردين، أكد ناطق باسم المتردين، «تحرير» المنطقة وقتل 54 من قوات الجيش الحكومي. وقال الناطق باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد في تصريح لوكالة السودان للأنباء، إن حركة التمرد ارتكبت، جرائم مدنية بمهاجمتها مدينة هبيلا وخربت منازل المواطنين ودمرت منشآتهم وأحرقت السوق. وفي المقابل، قال الناطق باسم «الحركة الشعبية» أرنو نقوتلو لودي إن قواتها تمكنت من «تحرير» حامية «هبيلا» وكبدت القوات الحكومية خسائر فادحة في العتاد والأرواح بلغت 54 قتيلاً، كما تم الاستيلاء على 5 سيارات بجانب كميات من الأسلحة والذخائر.