رحب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان باتفاق المبادئ الذي وقّعه تحالف متمردي «الجبهة الثورية» وموفدو «آلية الحوار الوطني» من قوى الموالاة والمعارضة السودانية برعاية الوساطة الأفريقية في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. في المقابل، اعتبر المتمردون أن الخطوة شكّلت نقلة نوعية، معربين عن استعدادهم لارسال وفد الى الخرطوم، حال الاتفاق على وقف الحرب وتوفير الحريات. وأفيد أن حزب المؤتمر الوطني إعتذر عن المشاركة في اجتماع أديس أبابا حتى لا يُفهم أن التفاوض يجري بينه وبين الحركات المسلحة في «الجبهة الثورية»، التي رهنت مشاركتها في طاولة الحوار بالتزام الحكومة بتهيئة المناخ وتبني حزمة قرارات بوقف النار وإطلاق الحريات العامة والافراج عن المعتقلين والمحكومين سياسياً، إضافةً إلى القبول بوضع انتقالي كامل. وعُلم أن «الجبهة الثورية» رفضت التوقيع على أي ورقة مع فريق «آلية الحوار» التي أوفدت من قِبَل كل من رئيس حركة الاصلاح غازي صلاح الدين ووزير شؤون مجلس الوزراء، القيادي في الاتحادي الديموقراطي أحمد سعد عمر، ما دفع الوساطة الى اقتراح وثيقتي مبادئ، وقع عليها الطرفان بشكل منفصل، رغم أن الوثيقتين تلتقيان عند النقاط ذاتها التي تضع ثوابت محددة لانطلاق الحوار وضمان مشاركة كل القوى السياسية فيه. وحملت المبادئ التي وقّعت عليها «الجبهة الثورية» وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي مع الوساطة الأفريقية، تأكيدات على أن الحل السياسي الشامل هو الخيار الأمثل لحل مشكلات البلاد. وطالبت بوقف الحرب إضافة إلى معالجة الاوضاع الإنسانية. وشددت الوثيقة أيضاً على ضمان الحريات وحقوق الانسان الأساسية وإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين سياسياً كأولوية لبناء الثقة. وربط الاتفاق بدء الحوار والعملية الدستورية بالاتفاق على القواعد والاجراءات التي سيُجرى بموجبها الحوار وفقاً لجداول زمنية محددة وبمشاركة جميع الأطراف مع توفير الضمانات لتنفيذ مقررات الحوار. واعتبر الناطق باسم الحزب الحاكم ياسر يوسف أن توقيع موفدي آلية الحوار الوطني والحركات المسلحة على وثيقتي مبادئ خطوة مهمة إلى الأمام تلبي مطلباً جوهرياً من متطلبات الحوار الوطني وهو إشراك الحركات المسلحة فيه. وأضاف أن حزبه سيدرس ما تم التوقيع عليه مع بقية شركائه من أحزاب الغالبية للنظر في كيفية تحويله إلى برنامج عمل ينسجم مع خريطة الطريق التي سبق وأن وقعت عليها القوى المشاركة في الحوار. وفي نيويورك، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوقيع اتفاق المبادئ في أديس أبابا، معتبراً أنها مبادرة لعقد حوار وطني شامل في السودان لتحقيق السلام المستدام. ونقل ناطق باسم الأمين العام أن بان حضّ جميع الأطراف المعنية، وبخاصة الحكومة، على «إيجاد بيئة مواتية لإجراء حوار شامل وشفاف وموثوق به، على النحو المتوخى في الاتفاقية التي وقعت اليوم (السبت) على أن يشمل ذلك وقف العدائيات وضمان الحريات السياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين». من جهة أخرى، نفى قائد القوات الليبية - السودانية المشتركة العقيد السوداني سليمان حامد حسن، بشدة أن تكون السلطات الليبية ضبطت طائرة شحن سودانية تحمل أسلحة متجهة إلى قاعدة معيتيقة. وأكد سليمان أن الشحنة كانت عبارة عن إمدادات عسكرية ولوجستية للقوة المشتركة التي يرأسها، والمكلفة بالتمركز في نقطتي السارة والعوينات، مشيراً إلى أن النقاط تعتبر عسكرية ويتمركز فيها الجيش لحماية الحدود. وأكد أن الشحنة أُفرغت أمام ضباط ومشايخ وأعيان وأمراء الكتائب في الكفرة.