أكد أمير «الجماعة الإٍسلامية» الكردية علي بابير، أن «الحشد الشعبي» وتنظيم «داعش» يتنافسان في قتل «المواطنين الأبرياء» وعلى السنّة تبني موقف «واضح وجامع» ضد التنظيم، فيما دعا محافظ نينوى أثيل النجيفي المسلمين إلى إعادة النظر في مفاهيم الدولة. وجاءت التصريحات خلال مؤتمر عقد الأربعاء في أربيل برعاية النجيفي تحت شعار «الموصل قلعة الإسلام والتعايش»، بحضور شخصيات سياسية ودينية سنية ومسؤولين في حكومتي بغداد وأربيل، وممثل جامعة الأزهر للبحث في موقف «الإسلام من جرائم داعش ودحضها». وأشاد النجيفي بدور العلماء والهيئات الدينية المعتدلة التي «تحارب الغلو والتطرف، باعتبارها الدرع الحصينة للمجتمع العراقي، لكننا نؤكد حاجة المسلمين لإعادة النظر في مفاهيم الدولة وما يترتب على مواطنيها نتيجة لتلك المفاهيم»، وأضاف أن «الفقهاء كانوا يقسمون العالم الى دار إسلام ودار حرب، ولكنهم عرّفوا دار الحرب بأنها المنطقة التي لا يأمن فيها المسلم على دينه ونفسه ولكننا نجد المسلمين اليوم يأمنون على دينهم وحياتهم في البلاد التي يسمونها دار حرب ولا يأمنون عليها في بلادهم، ولهذا فانهم يهاجرون للحصول على جنسيتها ويقسمون يمين الولاء لبلادهم الجديدة وعليهم شرعاً أن يُخلصوا لتلك البلاد، وهذا يعني أيضاً أنهم أمام مفهوم مختلف للدولة وأن حقوقهم يحصلون عليها من مبدأ المواطنة لا من مبدأ الانتماء الديني»، لافتاً إلى أن «الأمر نفسه ينطبق على الأديان الأخرى التي تعيش في بلادنا وعلى علماء الدين أن يبحثوا في تأصيل مفهوم حقوق المواطنة المتساوية بدلاً من حقوق أهل الذمة التي كانت وفق مفاهيم مختلفة لشكل الدولة. من جانبه قال أمير «الجماعة الإسلامية» علي بابير، إن «على الأطراف السنية في العراق طرح موقف واضح من تنظيم داعش كي لا تحسب عليهم ما يقوم به التنظيم»، وأردف أن «مشكلة السنّة لا تحل من دون تشكيل إقليم خاص بهم، ونرى ضرورة أن يعتمد السنة على أبنائهم بالدرجة الأولى في تحرير الموصل والمناطق الأخرى»، مشيراً إلى أن «ميليشيا الحشد الشعبي وداعش يتنافسان على إزهاق أرواح المواطنين الأبرياء على حد سواء». إلى ذلك، قال ممثل الأزهر عميد كلية الأصول الدينية الشيخ عبد الفتاح عبد الغني العواري، إن التنظيمات الإرهابية هي صنيعة مخابرات دولية هدفها تشويه الإسلام، ونحن مدعوون لنشر التوعية ضد تنظيم داعش وأفكاره المتشددة التي ترمي إلى تفتيت وحدة المسلمين، وعلينا التكاتف للتصدي للتنظيمات الإرهابية والمليشيات الطائفية»، ولفت إلى أن «الأزهر أعلن خلال مؤتمر عقد في ديسمبر الماضي حول مواجهة التطرف والإرهاب، براءة الإسلام من الأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية والمليشيات الطائفية التي أساءت للإسلام والمسلمين، كما أعلن أن المسلمين وغيرهم على أرض الشرق مُتساوون في الحقوق والواجبات والمواطنة».